عقدت مؤسَسة الفكر العربيّ بالتعاون مع جامعة الدول العربيّة ورشة عمل بعنوان "التكامل العربيّ: إشكاليات الهويّة العربيّة وتحديّاتها"، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة. وتأتي هذه الورشة في إطار تحضير مؤسَسة الفكر العربيّ لعقد مؤتمرها السنوي "فكر 14" المعنون ب"التكامل العربي: تجارب، تحديات، وآفاق"، 2015 في القاهرة، وكجزء من الإعداد للتقرير العربيّ الثامن للتنمية الثقافيّة.
وقد عُقدت هذه الورشة بمشاركة عددٍ من أبرز الباحثين والخبراء والأكاديميّين على المستوى العربيّ، ومنهم: محمد سامح عمر، سفير مصر باليونسكو ورئيس المجلس التنفيذي للمنظمة (مصر)،الدكتور عماد أبو غازي، أستاذ الوثائق في جامعة القاهرة (مصر)،الأستاذ هشام جعفر، كاتب وباحث (مصر)،الدكتور نهى بكر، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية(مصر)،الدكتور نبيل عبد الفتًاح، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (مصر)، الدكتور زياد الدريس، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو (المملكة العربية السعودية)، الأستاذة وفاء صندي، كاتبة وصحفية وباحثة في شؤون مصر والشرق الأوسط (المملكة المغربية)،الأستاذة مرح البقاعي، أكاديمية وكاتبة سياسية (الجمهورية العربية السورية)،الدكتور وليد السيف، مستشار الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (دولة الكويت)،الدكتور يوسف الحسن، كاتب وباحث، سفير متقاعد(دولة الإمارات العربية المتحدة)، الأستاذ الفضل شلق، سياسي وكاتب (الجمهورية اللبنانية)، جميلة عيد الرويلي، دبلوماسية، المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية في جامعة الدول العربية(المملكة العربية السعودية)، الدكتور محمد المعزوز، رئيس مركز شمال أفريقيا للسياسات (المملكة المغربية)،السفير أحمد إيهاب جمال الدين، سفير مصر في المملكة المغربية (جمهورية مصر العربية). ومثَل مؤسَسة الفكر العربيّ الدكتور هنري العَويط، المدير العام للمؤسّسة، وأحمد الغز، مستشار رئيس المؤسّسة، وتمثّلت الجامعة العربية بالدكتور عبد اللطيف عبيد، الأمين العام المساعد ورئيس مركز جامعة الدول العربيّة في تونس. أما السادة معدّو الأوراق البحثية فهم: الدكتور أحمد سراج، أكاديمي، جامعة المحمدية (المملكة المغربية)، والسفير الدكتور خالد زيادة، سفير لبنان في مصر، والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية (الجمهورية اللبنانية)، والدكتور عبدالله ولد أباه، أكاديمي، جامعة نواكشوط (موريتانيا).
وقد تولّى تنسيق الورشة الدكتور سمير مرقس (جمهورية مصر العربية) والأستاذ محمد أوجار (المملكة المغربية)، وتولّى إدارة جلساتها، الدكتور سمير مرقس.
وقد تعرّضت الورشة باستفاضة لمسألة الهوية العربية، والتحديات التي تواجهها اليوم على الصعيد الداخلي للبلدان العربية وما تشهده من أحداث تؤثّر على تركيباتها الاجتماعية والسياسية، فضلاً عن التطورات الإقليمية والأحداث الدولية،وقد تمحور النقاش حول القضايا التالية:_ 1. تعريف الهوية: لاحظ المشاركون أن تعريف الهوية يتّسم بقدر كبير من السيولة، ومن الإشكاليات التي تخصّ الموضوعات الحيوية المرتبطة بها، مثل (اللغة، الثقافة، الدين، التاريخ...إلخ).وفضلاً عن طابعها المركّب، أكّد المشاركون أنّ مفهوم الهوية يُعتبر موضوعاً دينامياً قابلاً للتكيّف والانفتاح والتجدد أمام المستجدات الفكرية والسياسية التي يشهدها العالم. كما أشار المشاركون إلى إمكانية وضرورة مقاربة الهوية من مداخل متعددة. 2. الهوية في المسار التاريخي: تمّ التشديد على أهمية السياق التاريخي في التعاطي مع مسألة الهوية كمدخل لفهمها وضبط مسارها وتجلياتها عبر هذا التاريخ. 3. قضية الهوية في إطارها المعلوم:تمَ اعتبار إشكالية الهوية إشكاليةً كونيةً لا تقتصر على المنطقة العربية، ولكنها إشكالية تشهد نفس العوائق والتطورات في مختلف بلدان العالم، بما فيها تلك التي قطعت أشواطاً في الديمقراطية، وذلك بفعل العولمة وتداعياتها. 4. الهويات الفرعية:يُعتبر بروز مطلب"الهويات الفرعية"ظاهرة عالمية يشهدها الوطن العربي على نحو مختلف،ويقتضي منه التعامل معها وفقاً لمبدأ الشراكة، باعتبار تنوّعها مصدراً للغنى، لا باعتبارها تهديداً أو مصدراً للقلق، ما يستدعي التصدي فوراً لخطابات وممارسات الإقصاء والتهميش، ومن ثمّ العمل الدؤوب على إصدار التشريعات والأخذ بالسياسات التكاملية في شتى أرجاء الوطن العربي، وفي مختلف المجالات. 5. الهوية من منظور علاقتها بالعروبة والإسلام: اتفق المشاركون على ضرورة التعاطي مع قضية الهوية باعتبارها وعاءً قادراً على استيعاب كافة عناصرها ومكوّناتها، في مركّب تفاعلي جامع، بغضّ النظر عن الأوزان النسبية لكل عنصر أو مكوّن. ولابد بالتالي من تجاوز الصراع المفتعل بين العروبة والإسلام، كمدخلٍ إلى انخراط جميع المواطنين في مشروع بناء الدولة الوطنية الموحّدة والموحّدِة. 6. في تجديد فكرة العروبة:توافق المشاركون على أنّ هناك أربعة مرتكزات أساسية يجب العمل على تفعيلها وترسيخها ونشر مبادئها على أرض الواقع، وهي (الديمقراطية، التعددية، التنمية، والحداثة التي ليست في خصومة مع التراث) على نحو يُلبي آمال المواطنين العرب ويستجيب لتطلّعات الشعوب العربية،وفي الوقت ذاته انخراطهم في هذه العملية. 7. اعتبر المشاركون أنّ بناء نموذج جديد للعروبة يقتضي إشراك الشباب في اكتساب وتجسيد ثقافة الانتماء الوطني والهوية العربية. وفي ختام الورشة دعا المشاركون إلى العمل على بناء هوية وطنية جامعة بين مختلف المكوّنات، كشرط ومدخل لبناء هوية عربية جامعة، تحقيقاً لهدف التكامل المنشود، ومن أجل مشاركةٍ أفعل في الهوية الإنسانية الشاملة.