«السياحة التعليمية» في مصر نقطة جذب للسياح العرب.. وتعد استثمارًا وطنيًّا أكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوبسيناء، اليوم الاثنين، أن مدينة شرم الشيخ من أفضل المدن العالمية لمناخ السياحة التعليمية، بما تمتلكه من إمكانيات هائلة تؤهلها لذلك بدلاً من السفر خارجيًّا لدول أوروبا لتعلُّم اللغة، ولدينا أساتذة يتحدثون اللغة الأم وبرامج عالمية، ونعمل على إنشاء أكاديميات مستقلة يقوم فيها الطالب بالدراسة بحيث يكون التحدث باللغة الإنجليزية ملزمًا داخل إطار هذه الأكاديميات لجميع مَن يعمل بها ويدرس بها. وأشار فودة إلى أن لدينا في مدينة شرم الشيخ أماكن كثيرة رائعة تفوق الوصف، وبإمكاننا استغلالها لمثل هذه الأنشطة لجغرافيتها الخلابة وطرازها المتميز واستقلاليتها الكاملة التي تجعلها مكانا مناسبا لمثل هذه البرامج، وهذه المواقع هي أفرع الجامعات بالمحافظة. وأضاف محافظ جنوبسيناء، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه اللواء محمود السولية رئيس مدينة شرم الشيخ، خلال مؤتمر دعم السياحة بعنوان "السياحة التعليمية" الذي نظّمه مقر جامعة المنصورة وشارم أكاديمي بمدينة شرم الشيخ تحت رعاية اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء، أن فنادق شرم الشيخ المتميزة بإمكانها المساهمة والتخطيط لمثل هذه البرامج وبناء السياحة بوجه جديد يخرجها من روتينها المعتاد ويجعل منها وجهة متعددة الخيارات حتى تضمن لها البقاء والاستمرارية وكذلك المساهمة في تغيير مفهوم السياحة الداخلية والمحافظة على هوية المواطن بإيجاد مثل هذه البرامج داخليًّا دون الحاجة إلى السفر للدول الخارجية للتعليم والتدريب والتطوير وجذب أعداد كبيرة من الدارسين من مختلف الدول العربية. وأكد المهندس علي حبيب، مدير عام مقر جامعة المنصورةبشرم الشيخ، أن التقارير الدولية تشير إلى أن مصر ما زالت في مقدمة دول المنطقة في مجال التعليم والتعليم العالي، وهو الأمر الذي يشكل حافزًا أمام الطلبة الوافدين لاختيار الجامعات المصرية لاستكمال دراساتهم الجامعية سواء بمستوى البكالوريوس أو الدراسات العليا، ولذلك فان الاهتمام بقطاع السياحة التعليمية وتقديم الدعم المادي والإعلامي والإداري سيعود بالفائدة الحقيقية على مصر، مشيرًا إلى أن السياحة التعليمية التي ينظر إليها كنوع من أنواع السياحة الدولية كالعلاجية والترفيهية والتبادل الثقافي والاقتصادي وغيرها تسهم في تعزيز الروابط الثقافية بين الدول من خلال ما يكتسبه الطالب من معارف جديدة وما ينقله من معارف تتعلق ببلده. وأوضح أن اكتساب تلك المعرفة يكون له تأثير على الطالب ومجتمعه عند عودته إلى دولته، لأن هذا النوع من السياحة له تأثير كبير لتميُّزه بطول الفترة الزمنية من جهة وللاحتكاك اليومي للطالب بأفراد المجتمع الذي يقيم فيه من جهة أخرى. وأكد الدكتور حمدان ربيع رئيس قسم الآثار بكلية الآداب جامعة دمياط، أن مصر تستقبل أعدادا كبيرة من الطلبة من مختلف الدول نتيجة تميز جامعاتنا بمستوى مرموق وقدرة على تدريس جميع التخصصات العلمية، مما يعد دافعا رئيسيا لقدوم هذه الأعداد الكبيرة من الطلبة للدراسة في مصر. وأضاف حمدان أن التشابه في العادات والتقاليد واللهجة والمناخ وقرب المسافة، إضافة إلى ما تتمتع به مصر من طبيعة سياحية وأمن واستقرار يشجع أهالي الطلبة العرب على إيفاد أبنائهم للدراسة في جامعاتنا، ولذلك فقد حان الوقت لإظهار هذا النوع من السياحة والاهتمام به من خلال توفير البيئة الملائمة والبرامج المتميزة لاستقطاب عدد كبير من طلاب الليسانس والبكالوريوس والدكتوراه من دول الجوار، خصوصًا دول الخليج، حيث تتوافر لهم كل مقومات التعليم التي يسافر من أجلها إلى الدول الأوربية وأمريكا، وبالتالي نكون استطعنا أن نكسر عقدة الخواجة. وقالت الدكتورة ندى رماح رئيس قسم العلوم الأساسية بجامعة المنصورة، إن وزارة التعليم العالي والجامعات المصرية تولي أهمية كبيرة للطلبة الوافدين، حيث تشتمل جامعاتنا على مكاتب دائمة لشؤون الطلبة العرب والأجانب، إضافة إلى العديد من الترتيبات السنوية التي تعتمدها الوزارة بالتعاون مع الجامعات بهدف تسهيل إجراءات استقبال الطلبة الوافدين وتسجيلهم والعناية بشؤونهم على اختلافها سواء الدراسية او الحياتية، كالإقامة والسكن والتنقل وغيرها. وأشار فهد العنزي من الكويت وباحث ماجستير بكلية التربية جامعة المنصورة، إلى أن الجامعات المصرية تعتبر من أهم الجامعات على المستوى الإقليمي، لما تمتلكه من قدرات هائلة مكنتها من متابعة التطور الهائل في شتى ميادين الحياة المعرفية والعلمية، فخلال العقد الماضي كان هناك ثورة ضخمة في تطبيقات الحاسب التعليمي في مصر وظهر مفهوم التعليم الإلكتروني الذي يعتمد على التقنية لتقديم محتوى للمتعلم بطريقة جيدة وفعالة. وأوضح فهد أن السياحة التعليمية تسهم في تعزيز القطاع السياحي والقطاع التعليمي وتنمية الموارد البشرية، حيث تنبع أهمية السياحة التعليمية من قدرتها على إطالة مدة إقامة السائح لفترة أطول من أنواع السياحة الأخرى، مما يترتب عليه إنفاق متواصل على مجالات متعددة تشمل الإقامة والنقل والطعام ووسائل الترفيه والرسوم الدراسية والنفقات الجامعية، كما أن العائد الاقتصادي على الدولة كبير جدا وذلك لقيام هذا السائح بعملية صرف دائم للعملات الصعبة، مما يؤدي إلى دخول العملات الصعبة بشكل مستمر لخزينة الدولة. وقال أحمد غباشي مدير غرفة المنشآت السياحية، إن السياحة التعليمية لها نصيب الأسد في برامج السياحة العالمية سواء الأمريكية أو الأوروبية أو الآسيوية أو غيرها والتي لا تجد حيزًا في برامجنا السياحية، ولا أعلم هل السبب في المخططين أم المخطط لهم، فإن كان هناك استطلاع رأي عن البرامج وإشراك المستفيدين والأخذ برؤيتهم واحتياجاتهم فالقضية هنا تحتاج إلى رفع مستوى الوعي لدى السائح وإن لم تكن كذلك فالمشكلة تكمن في لجان التخطيط، وبإمكان هذه اللجان صناعة السياحة في قالب تعليمي مع استمرار بقية البرامج بل وستكون داعمًا لها.