رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن افتتاح إسرائيل لدبلوماسية لها في أبو ظبي خطوة كبيرة لإسرائيل، لأن الوجود الرسمي الإسرائيلي في الإمارات يدل على التغيرات الكبيرة التي يشهدها الشرق الأوسط، وسيكون له تأثير إيجابي على العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج. وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات العربية الإسرائيلية محدودة جدًا، بسبب دعم العرب للقضية الفلسطينية، ولكن لإسرائيل علاقات دبلوماسية مع مصر والأردن فقط حيث وقعت معهما اتفاقيات سلام في 1979 و1994. وأوضحت أن الدولة العربية الوحيدة العضو في الجامعة العربية وتتمتع بعلاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل هي موريتانيا، في الوقت الذي تضعف فيه العلاقات الدبلوماسية مع باقي الدول الأعضاء. ولفتت واشنطن بوست إلى أنه لا توجد علاقات تجارية بين إسرائيل والإمارات، فضلًا عن أن الدولة الخليجية تمنع دخول الإسرائيلين لأراضيها إلا للضرورة، وتدهورت العلاقات أكثر بعد اغتيال إسرائيل للقيادي بحماس محمود المبحوح عام 2010 بفندق بدبي. واعتبرت الصحيفة أن البعثة الإسرائيلية بالإمارات لن تكون تقليدية، فبدلًا من إقامة علاقات بين إسرائيل والإمارات، فإن إسرائيل سيكون لها بعثة تمثيل دبلوماسي لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) في أبوظبي، ولن يكون المكتب بعثة كاملة، لكنه سيضم دبلوماسيًا ملحقا بوكالة الطاقة المتجددة، وهذه هي المرة الأولى التي يستقر فيها مسؤول من وزارة الخارجية الإسرائيلية في الدولة الخليجية بصفة دائمة. ورأت أن التواجد الإسرائيلي في الإمارات لن يغير الكثير من العلاقات الدبلوماسية، مثلما يحدث مع إيران والولايات المتحدة، فإيران لديها تمثيل دبلوماسي في الأممالمتحدة بنيويورك بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين. وأوضحت أن وزير البنية التحتية الإسرائيلي "سيلفان شالوم" قال لصحيفة جيروزاليم بوست في يناير 2014: إنه "يسعى لإنشاء بعثة دائمة لإسرائيل ضمن أيرينا في أبوظبي، مشيرة إلى أن أحد العوامل الهامة التي أدت لافتتاح البعثة هي وجود أرضية مشتركة بين إسرائيل والدول العربية المعارضة للاتفاق النووي الإيراني. وأضافت التقى المسؤولون من إسرائيل مع مسؤولون خليجيون خلال السنوات التي كانت تتفادى بها القوى العالمية مع إيران حول برنامجها النووي، للمناقشة في خطورة هذا الاتفاق. واختتمت الصحيفة مشيرة إلى أنه في الوقت الذي لايزال معظم الشعب العربي ينظر لإسرائيل بخوف شديد، وأوضحت استطلاعات الرأي في بعض دول الخليج أن إيران جاءت مكان إسرائيل في القوة الإقليمية الأكثر رعبًا، ومع ذلك، فإن بعض المسؤولين الإسرائيليين سعوا للتقليل من شأن البعثة الدبلوماسية الجديدة، وقال أحدهم لرويترز: "البعثة لم تكن سوى نصف خطوة خارج الباب".