دخل الجانب السوداني على خط المواجهة مع مصر، على خلفية إعلان سفارتها الحصول على معلومات تكشف عن تعرض السودانيين إلى معاملة سيئة من قبل الحكومة المصرية. هذا الموقف الحكومى قابله حالة هياج من جانب السودانيين، حيث أطلقوا حملات لمقاطعة مصر، والتعامل معهم بإهانة. انتقلت حالة الهجوم المفاجئ إلى الصحف السودانية، إذ قالت حوريات سودان، أبناؤنا لم يرتكبوا أي جريمة تبرر التحرش العدواني بهم من قبل الأمن والشرطة المصرية، والقاهرة مطالبة بالتحقيق في الأحداث، فيما قالت الانبتاهة: أما آن لكرامتنا أن ترد والمصريون يستفيدون من السودانيين بدولاراتهم التي ينفقونها في العلاج والسياحة، وقال موقع النيلين المجلس الأعلى للجالية السودانية زار قسم "عابدين" ووجد 5 موقوفين في الحجز. ومن جانبه يقول الدكتور هاني رسلان رئيس وحدة السودان ودول حوض النيل بمركز الأهرام الاستراتيجي، في تصريحات خاصة ل«التحرير»، إن الأزمة قامت على غير أساس باعتبار أن هناك معلومات موثوقة من السفارة السودانية بالقاهرة لاتفيد بوجود حملة من إساءة المعاملة للسودانيين المقيمين والزائرين لمصر، وضحا أنه تبين أن هذه المعلومات غير صحيحة لا تتعدى 5 حالات احتجاز قانوني لأسباب مختلفة، وإذا كانت تجاوزات فهي فردية مدانة بطبيعة الحال، ويجب التحقق من ذلك أولا. وأوضح، أن هذه الحملة انطلقت بفعل فاعل وشملت موجة هائلة من الهجوم والسباب والشتائم ضد مصر في التقارير الصحفية والمقالات والبرامج الفضائية ووسائط الاتصال الاجتماعي وترتب عليها حملة حملة قاطع مصر، وهي حملة مقصودة وموجهة. وشدد على أن السودانيين المقيمين في مصر نفوا تماما تعرضهم لإساءة، وأن ما يفعله الجانب السوداني يمثل خطرا كبيرا لأنه ينقل الأزمة من مستوى الخلاف بين الحكومات والنظم إلى المستوى الشعبي بشكل متعمد، كما يتم تصوير الأمر أن هناك إهانة لكرامة الشعب السوداني، هو أمر لم يحدث. وأوضح، أن الملايين من السودانيون يعيشون بارتياح كامل مثلهم مثل أي مواطن مصري، وأن الحملة في إطار استراتيجية أوسع منها الموقف السوداني المتحالف مع إثيوبيا في سد النهضة، وكانت تزعم الوساطة في بعض الوقت، لافتا إلى أن يبدو أنها تتأهب للعودة لمربعها الأول الذي لم تغادره من الأساس. وذكر، أن هناك إثارة المتعمدة لقضية حلايب، وإذا كان هناك اختلاف في المواقف من حق السودان الدفاع عن ما تراه صوابا، لكن الملاحظ أن هناك أراضي محتلة من قبل إثيوبيا في منطقة الفشقة في شرق السودان استولى الإثيوبيون على 2 مليون فدان السودان، لكنهم يمتنعون عن الحديث على هذه المسألة في مقابل الإثارة المستمرة والمتعمدة لقضية حلايب. وأكد، أن هناك تصعيد شعبي وحالة هيجان وصلت إلى مستوى يقوم البعض برفع لافتات عن محالهم في الخرطوم مكتوبا عليها ممنوع دخول المصريين والكلاب، وأن الخارجية المصرية تتحمل جزء من التقصير، إذ لم تتخذ إجراء مناسب أو تتحرك بالسرعة المطلوبة لإظهار كذب هذه الادعاءات ومخالفتها للحقيقة والواقع. وأشار إلى أن الخارجية المصرية تشيد بالعلاقات بين الشعبين المصري والسوداني، وكان ينبغي الرد على الإساءة، والتعريف بأن ال 5 حالات إجراء قانوني وليست ظاهرة. وأوضح، أن الموقف الرسمي للسودان التحالف الكامل مع إثيوبيا في ملف سد النهضة، وفي ديسمبر 2013، قال البشير: إن السد كله فوائد وطالب مصر بالاستفادة منه، وهو يلعب دور مندوب تسويق لإثيوبيا.