في الوقت الذي تستمر جهود المحققين الفرنسيين للتوصل إلى مزيد من المعلومات لكشف هوية منفذي هجمات "الجمعة الدامية" في العاصمة باريس، التي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة المئات، شددت عدة دول أوروبية من إجراءاتها الأمنية، وبدأت التحقيق مع عدد من المشتبه في ارتباطهم بالهجمات أو منفذيها. وفي بلجيكا، أعلنت السلطات توقيف 7 أشخاص في العاصمة بروكسل، لاشتباه تورطهم في الهجمات، وقالت النيابة العامة الاتحادية، في بيان، اليوم إن "البحث لا زال جاريا، للتأكد من احتمال تورطهم في الأحداث، في انتظار أن يمثلوا أمام قاضي التحقيق في الساعات المقبلة". وذكر التلفزيون البلجيكي نقلًا عن المدعي العام، إن "اثنين من منفذي الهجمات، وصلوا باريس ليلة الجمعة قادمين من بلجيكا، بينما أفادت التحقيقات الجارية أن سيارتين تحملان لوحات بلجيكية، عثر على إحداهما قرب مسرح باتاكلان، والأخرى قرب مقبرة بيرلاشيه في باريس استؤجرتا، في وقت سابق، من هذا الأسبوع من بروكسل. ومن جانبها، أعلنت إيطاليا، قال وزير الداخلية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، إنه "تقرر نشر 700 عسكري في أنحاء البلاد، كلفوا بحماية الأهداف الحساسة، ورفع حالة التأهب إلى المستوى الثاني (يلي الحد الأقصى الذي يعلن حال تعرض البلاد لهجوم)، والذي يسمح بتدخل القوات الخاصة للجيش". وأوضح ألفانو، في تصريحات صحفية اليوم، أن "المراقبة على الحدود مع فرنسا أصبحت أكثر صرامة، وكذلك في داخل المدن الكبرى، كما تجري عملية مسح أمني داخل السجون، للحد من عناصر الترويج للإرهاب". وفي أوكرانيا، أكّد الرئيس "بيترو بوروشينكو"، اليوم وجود معلومات استخباراتية، تفيد باحتمال قيام عناصر مقربة من تنظيم "داعش"، بأعمال "إرهابية" ضدّ بلاده، لافتا إلى أن قوى الأمن سترفع من مستوى التدابير الأمنية خلال الأسبوعين المقبلين. وذكرت تقارير واردة من صربيا، اليوم أن السلطات هناك تعرفت على حامل لجواز سفر سوري، عثر عليه بالقرب من أحد المهاجمين في باريس، ونشرت صحيفة "بليتش" الصربية صورة لصفحة الجواز، عرفت حامله باسم أحمد المحمد، 25 عاما، من مواليد إدلب، سوريا. فيما قال مسؤولون صربيون إنه قد تم تسجيل "المحمد" في بلدة بريسيفو، على الحدود مع مقدونيا، يوم 7 أكتوبر الماضي في إطار تدفق المهاجرين. وأكد مسؤولون يونانيون أن نفس الرجل مر عبر جزيرة ليروس في 3 أكتوبر، غير أنه لم يكن واضحا، إذا كان جواز السفر غير مزيف، في ظل وجود سوق سوداء نشطة لجوازات السفر السورية المزورة. وأمس السبت، أعلن المدعي العام الفرنسي "فرانسوا مولان"، أن الهجمات الإرهابية التي بلغ عددها 6 هجمات في مناطق مختلفة بالعاصمة باريس، أسفرت عن مقتل 129 شخصا على الأقل، فضلاً عن إصابة 352 آخرين بجروح، بينهم 99 بحالة حرجة.