الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس، أمس الجمعة، ستزيد الضغط على الدول المشاركة في اجتماع فيينا، اليوم السبت، للتغلب على الانقسامات العميقة والمساعدة في إنهاء الحرب الأهلية المروعة في سوريا، وذلك بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وتأتي محادثات فيينا، التي تضم اللاعبين الرئيسيين بداية من المملكة العربية السعودية وإيران وكذلك روسيا، بالتزامن مع الانتكاسات التي يتعرض لها التنظيم في سوريا والعراق، وكذلك الضربات الروسية التي تساعد نظام الرئيس بشار الأسد على استعادة الأراضي. وفور وصوله إلى العاصمة النمساوية، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إن الهجمات "البشعة" في باريس هي "انتهاك ومخالفة لجميع الأخلاق، والقيم والأديان"، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية قد دعت منذ فترة طويلة، لتكثيف الجهود الدولية؛ لمكافحة آفة الإرهاب بجميع أشكاله. من جانبه، حذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي التقى مع الجبير، الجمعة، وكذلك المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، من أنه من غير المرجح أن تحدث انفراجة سريعة. وفي المحادثات السورية الأخيرة في 30 أكتوبر، حثَّ المشاركون الأممالمتحدة إلى التوسط في اتفاق سلام بين النظام والمعارضة لتمهيد الطريق لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأممالمتحدة. بناء على ذلك، فإن هذه الجولة من المحادثات في فيينا هي محاولة للاتفاق على خارطة طريق للسلام، من شأنها أن تشمل وقف إطلاق النار بين قوات الأسد وبعض جماعات المعارضة. ولكن القضية الأساسية، والتي كانت غائبة عن الاجتماع الماضي، لا تزال هي "مستقبل الأسد"، الدول الغربية والعربية تريد رحيله من أجل السماح لحكومة انتقالية بتوحيد البلاد وراء عملية المصالحة وهزيمة "داعش".