في يوم 13 سبتمبر 2015 أي قبل شهرين بالتمام والكمال من اليوم، دعا زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، المسلمين في الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها من دول الغرب، إلى انتهاج أسلوب "الذئاب المنفردة"، في شن هجمات داخل الدول التي يعيشون بها. دعوة الظواهري جاءت ضمن كلمة مسجلة بعنوان "الحلقة الثانية من الربيع الإسلامي"، نشرتها عدة مواقع تتبنى بيانات الجماعات المتشددة، وتم نشر الحلقة الأولى منها يوم 9 سبتمبر، تزامناُ مع ذكرى هجمات 11 سبتمبر2001، في حين أذيعت الحلقة الثانية يوم 13 سبتمبر. المفارقة أنه مع ليلة 13 نوفمبر أي بعد شهرين من كلمة الظواهري، شهدت العاصمة الفرنسية باريس نحو 7 تفجيرات متتالية في أماكن متفرقة من بينها مطعم وكذلك استاد "دي فرانس" حيث تجرى مباراة كرة القدم بين فرنسا وألمانيا بحضور الرئيس فرانسوا أولاند، وهي التفجيرات التي خلفت نحو 140 قتيلا وعشرات الجرحى في اسوأ هجمات إرهابية تشهدها فرنسا منذ منتصف القرن الماضي. وفي رسالته - التي تعد جزءً جديدا من رسالة بثها في السياق ذاته عام 2013 - قال الظواهري: "أدعو كل مسلم يستطيع أن يستهدف دول التحالف الصليبي أن لا يتردد في ذلك"، وتابع بقوله: "أرى أننا يجب أن نركز الآن على نقل الحرب لعقر دار مدن ومرافق الغرب.. وعلى رأسه أمريكا." وجدد الظواهري تأكيده على عدم اعترافه ب"شرعية" تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف باسم "داعش"، فقد دعا الشباب المسلمين إلى انتهاج هجوم "ماراثون بوسطن"، وكذلك الهجوم على صحيفة "تشارلي إيبدو" بالعاصمة الفرنسية باريس. "الذئاب المنفردة".. التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية في الغرب في صفحة التحليلات بصحيفة الديلي تليغراف، قال محلل الشؤون الدفاعية "كون كوجلن" أواخر العام الماضي، إن التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية في الغرب سيكون محاولة منع "الذئاب المنفردة" المتشددة من ارتكاب أعمال إرهابية، على حد قوله. ويقصد الكاتب بالذئاب المنفردة أولئك الأفراد الذين يقومون بأعمال عنف بشكل منفرد دون أن تربطهم علاقة واضحة بتنظيم ما. ويعدد الكاتب الأشكال التي يمكن أن تقوم بها "الذئاب المنفردة" بعملياتها ويقول إنها يمكن أن تكون زرع قنابل ذاتية الصنع في أماكن مختلفة، أو شن هجوم فردي بالسلاح كما فعل اليميني المتطرف أندريه بريفيك في النرويج عام 2011 وأدى إلى قتل العشرات احتجاجا على سياسة بلاده في مسألة هجرة الأجانب إليها. ويرى الكاتب أن منع مثل هذه الهجمات أمر شديد الصعوبة ما لم تكن لدى السلطات معلومات عن نية الشخص القيام بمثل هذا العمل. وتتزايد مخاوف الأوروبيين والأمريكيين من تشجيع المتطرفين الإسلاميين على القيام بمثل هذه الأعمال المنفردة بدلا من العمل بشكل جماعي لتنفيذ خطة ما، كما حدث في مهاجمة برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 سبتمبر عام 2001 أو هجوم 7 يوليو عام 2005 في لندن.