الهدف الرئيسي للأكراد هو قطع «الطريق 47» لمنع السلع والأسلحة والمقاتلين عن «داعش» شن المقاتلون الأكراد في العراق هجوما طال انتظاره لاستعادة السيطرة على بلدة سنجار الاستراتيجية وتحريرها من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، وفي الساعات الأولى من المعركة التي بدأت أمس الخميس، سيطرت القوات على أحد خطوط الإمداد الرئيسية للجماعة المتطرفة في داخل المدينة. وفيما يلي نظرة على المدينة، التي سقطت في أيدي التنظيم العام الماضي، وأهميتها في المعركة الشاملة ضد التنظيم الإرهابي: قيمة رمزية تم الاستيلاء على سنجار من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي في أغسطس 2014، وذلك بعد وقت قصير من فرض السيطرة على ثاني أكبر مدينة في العراق، وهي الموصل. وفور دخولهم سنجار، شن عناصر التنظيم الإرهابي حملة عنيفة ضد الأقلية الإيزيدية، وهي طائفة من ديانة قديمة يعتبرها تنظيم "داعش" هرطقة، كما يتهمها بعبادة الشيطان. ومنذ ذلك الحين، أصبح اسم (سنجار) يستحضر صورًا لعشرات الآلاف من الإيزيديين المذعورين وهم يفرون إلى الجبال، حيث يحاصرهم المسلحون، تحت حرارة الصيف الحارقة. ودفعت الأزمة الولاياتالمتحدةالأمريكية لإطلاق برنامج مساعدات لآلاف من المشردين، فيما قتل عدد غير معروف في الهجوم، واختطف المئات من الرجال والنساء، اللاتي تم استعبادهن في وقت لاحق، وتوزيعهن على مسلحي التنظيم في العراقوسوريا. ويعتقد أن العديد من الرجال قد قتلوا، واضطر آخرون إلى تغيير ديانتهم، فبعض من هؤلاء الذين تقطعت بهم السبل على جبل سنجار القريب تم إنقاذهم من قبل المقاتلين الأكراد السوريين، والبعض الآخر هرب في نهاية المطاف بعد أن فتح لهم المقاتلون الأكراد ممرًّا إلى الشمال الشرقي. ودفعت هذه المجازر في "سنجار" الولاياتالمتحدة لإطلاق الجولة الأولى من الضربات الجوية ضد "داعش" يوم 8 أغسطس، فيما يمثل بداية أوسع ائتلاف لمحاربة التنظيم الإرهابي في العراقوسوريا. الأهمية الاستراتيجية تحمل سنجار أهمية كبيرة بسبب "طريق 47"، الذي يقع إلى جانب المدينة ويربط بين اثنين من أكبر معاقل التنظيم وهما: الرقة في سوريا والموصل في شمال العراق -الطريق الذي يمتد ل120 كيلومترًا هو واحد من أهم الطرق بالنسبة للتنظيم، فهو الممر الرئيسي للسلع والأسلحة والمقاتلين. الهدف الرئيسي للأكراد هو قطع هذا الطريق، وتقاتل الآن القوات الكردية المدعومة من الولاياتالمتحدة في الجانبين العراقي والسوري لاستعادة السيطرة على أجزاء من ذلك الممر، إذ إن قطع هذا الطريق سوف يبطئ إلى حد كبير من تحركات "داعش"، مما يجبرهم على استخدام الطرق الخلفية والصحراء التي تمتد لأكثر من 400 كيلومتر للتعويض عن ذلك. المعركة من أجل سنجار، اعتمادًا على الوقت الذي تستغرقه، ستكون مؤشرًا على مستقبل المعارك التي يمكن أن تقع، بما في ذلك لاستعادة غيرها من المعاقل مثل (تلعفر والموصل في العراق، والرقة في سوريا). الأطراف المعنية بشكل عام، الهجوم على سنجار يقوده قوات المقاتلون العراقيون الأكراد المعروفة باسم قوات "البيشمركة"، وهي قوات تدعمها الحملة الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة، وكذلك مستشارو قوات التحالف على أرض الواقع. ولكن هناك أيضًا الفصائل الكردية من سورياوتركيا، ويعتبر الحفاظ على السلام والتنسيق فيما بينها واحدًا من أكبر العقبات التي تعترض نجاح العملية. وتشمل الفصائل "حزب العمال الكردستاني" في تركيا، و"وحدات حماية الشعب الكردية" في سوريا، وكذلك المقاتلين الإيزيديين، الذين يطلقون على أنفسهم اسم "مقاومة سنجار". ويتزامن الهجوم على سنجار مع هجوم من قبل القوات الكردية المدعومة من الولاياتالمتحدة في سوريا لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها "داعش"في الأجزاء الجنوبية من محافظة الحسكة، على حدود منطقة سنجار، وأحد الأهداف الرئيسية لتلك الحملة هو الاستيلاء على بلدة "الهول" السورية، التي تطل على الطريق المتصل ب"الطريق 47" العراقي. ما المتوقع بلدة سنجار، الواقعة عند سفح جبل سنجار نحو 50 كيلومترًا من الحدود السورية، ليست هدفًا سهلاً، ففي ديسمبر الماضي كانت هناك محاولة من الأكراد لاستعادة السيطرة عليها ولكنها توقفت، كما أن المسلحين عززوا صفوفهم في سنجار مؤخرًا تحسبًا لهجوم. بسبب أهميتها الاستراتيجية، من المرجح أن يخوض المتشددون معركة شرسة للتمسك بها، وبالمقارنة، فإن معركة استعادة بلدة كوباني الكردية في شمال سوريا، قد استغرقت نحو أربعة أشهر، على الرغم من مئات الضربات الجوية الأمريكية التي تدعم المقاتلين الأكراد. بمجرد السيطرة على الطريق، من المرجح أن تتقدم قوات البيشمركة الكردية نحو المدينة من ثلاث جهات: إلى الشمال الشرقي من المدينة، حيث يوجد الجبل الذي يسيطر عليه الأكراد الآن، ولكن الاتجاه جنوب جبل سنجار للاقتراب من المدينة سيكون تحديًا كبيرًا للمقاتلين الأكراد، وذلك لأن الطرق العاصفة سوف تجعلها عرضة لقذائف الهاون. وإذا تمكن المقاتلون الأكراد من دخول المدينة نفسها، من المرجح أيضًا أنهم سيواجهون حرب شوارع عنيفة مع عناصر التنظيم.