"خراب بيوت".. هكذا وصف عاملون بالقطاع السياحي، تداعيات قرار روسيا بحظر رحلاتها الجوية إلى مصر، وإعلان بريطانيا وعدد من الدول الغربية وقف رحلاتها إلى مدينة شرم الشيخ، على موسم السياحة خلال أعياد الكريسماس، ورأس السنة الميلادية. ووقع يوم 31 من الشهر الماضي حادث سقوط وتحطم طائرة روسية في شبه جزيرة سيناء، ما دفع روسيا لحظر رحلاتها الجوية إلى مصر ومنها، كما أعلنت بريطانيا وهولندا وإيرلندا تعليق رحلاتها الجوية إلى شرم الشيخ، فيما أوصت سلطات فرنسا وإسبانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى سياحها بالامتناع عن زيارة هذا المنتجع المصري، مع إعلانها نية إعادة السياح المتواجدين في مصر إلى أوطانهم . وقال يسري عبدالوهاب عضو غرفة السياحة والطيران بغرفة القاهرة التجارية ل"التحرير"، إن تأثير تداعيات هذا الحظر "خراب بيوت" على السياحة المصرية، وعلى موسم رأس السنة، وأعياد الميلاد، مشيرا إلى أن تراجع نسبة الإشغالات خلال الموسم قد تصل إلى 50% من 90% العام الماضي إلى 40% العام الحالي بسبب الحادث. وأشار يسري، الذي كان يشارك في فعاليات معرض بورصة لندن الدولية للسياحة، والذي أقيم في الفترة من 2 وحتى 5 نوفمبر الجاري إلى أن المشاركة المصرية في المعرض باءت بالفشل نتيجة الحادث. وقال عماري عبدالعظيم رئيس شعبة السياحة والطيران بغرفة القاهرة التجارية ل"التحرير"، إنه من المبكر التنبوء بحجم الخسائر قبل مرور 10 أيام على قرار الحظر، إلا أنه توقع في الوقت نفسه تداعيات سلبية كبيرة للقرار على الموسم السياحي خلال رأس السنة، وأعياد الميلاد. وأضاف: "حتى الآن الحجوزات معلقة، ولم يتم إجراء أي حجوزات جديدة، ربما انشغال الشركات في معرض بورصة لندن السياحية حال دون اتخاذ الشركات الغربية القرار اللازم بشأن الحجوزات حتى الآن ". وأكد عبدالعظيم، أن القطاع السياحي لا يستطيع التقاط أنفاسه في ظل الحوادث المتكررة. وقبل سقوط الطائرة الروسية بنحو شهر، قتل 10 سياح مكسيكيين بعد تعرض قافلة سياحية لرحلة سفاري بالصحراء الغربية لإطلاق النار من قوات أمنية مصرية أثناء مطاردتها لعناصر مسلحة، ما تسبب في توقف رحلات السفاري بكل الأراضي المصرية. وفي فبرايرالماضي تعرضت حافلة سياحية، تقل سياحا كوريين لتفجير قنبلة أدت إلى وفاة 3 سياح كوريين ومقتل السائق، بالقرب من منفذ طابا الحدودي مع الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتعد هذه المرة الثانية التي تواجه فيها مصر حظرا للسياحة الغربية عنها، خلال أقل من عامين حيث قام عدد من الدول بينها روسياوبريطانيا، وألمانيا، بحظر رحلاتها عن مصر عام 2013 . وتمثل المنطقة الواقعة جنوبسيناء نحو 35% من الطاقة الفندقية الإجمالية لمصر، كما تستحوذ على نحو 45% من إجمالي إيرادات السياحة في البلاد. وتشير بيانات الحكومة المصرية، إلى أن عائدات السياحة تسهم في بنحو 11.3 % من الناتج المحلي الإجمالي وبنسبة 14.4 % من إيرادات مصر من العملات الأجنبية. وتعاني السياحة المصرية من انحسار حركة السفر في ظل الاضطرابات السياسية التي تعاني منها البلاد، حيث بلغت إيرادات السياحة المصرية خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري نحو 4.6 مليارات دولار. ويضغط تراجع التدفقات السياحية، التي تعد أحد أهم مصادر النقد الأجنبي على احتياطي النقد الأجنبي لمصر الذي تراجع إلى 16.3 مليار دولار نهاية سبتمبر، مقابل 18.1 مليار دولار نهاية أغسطس، ما دفع وكالة موديز للتصنيف الائتماني للتأكيد أن تداعيات هذا التراجع ستكون سلبية على التصنيف الائتماني لمصر.