بالقرب من بحيرة مريوط والطريق الدولي الساحلي تقع منطقة الدخيلة الشمعدان، أحد أبرز العشوائيات في غرب الإسكندرية، يمكنك رؤيتها إن كنت من رواد مارينا وكرير والساحل الشمالي، وإذا إقتربت من المنطقة ستحاصرك الروائح الكريهة وتطاردك الكلاب الضالة التي تنتشر بصورة كبيرة. أهم ما يميز «الدخيلة الشمعدان» رائحة المجاري؛ نظرًا لقربها من محطة التنقية الغربية، التي تستقبل عشرات الآلاف من الأمتار المكعبة من مياه الصرف ومجاري الإسكندرية، كما أن المنطقة بلا محطة صرف صحي منذ عدة سنوات رغم أنها قريبة من المحطة الرئيسية لغرب المحافظة. المنازل قديمة متهالكة وبعضها آيل للسقوط نتيجة الأملاح الزائدة التي تفتك بالمباني، ومعظم سكان «الدخيلة الشمعدان» يعانون من 3 أمراض: (الربو، والتحجر الرئوي وفيروس سي) بسبب تلوث مياه الشرب واختلاطها معظم أوقات السنة بمياه الصرف الصحي. وتخلوا المنطقة من أي وحدة صحية، وتبعد عن أقرب مستشفى حكومي بنحو 5 كيلومترات، ووسائل المواصلات إليها غير متوفرة فالنقل العام لم يخصص أي وسيلة للمواطنين هناك مما جعلهم يعتمدون على ال «توك توك» أو السيارات صغيرة الحجم. أحمد ميدان، أحد سكان «الدخيلة الشمعدان»، يقول: «مرشحو مجلس الشعب لم يزوروا المنطقة ولا مرة، حتى بعد نجاح النائبين مصطفى الطلخاوي وحسن خير الله، لم يقم أي منهما بزيارتنا أو الوقوف معنا في مشاكلنا». ويضيف ميدان ل «التحرير»: «نشعر أننا في بلد آخر غير مصر فلا إنارة ولا مياه نظيفة أو شوارع مرصوفة ولا صرف صحي في المنازل فنعيش على صرف المياه في البيارات يوميًا، كما أن المنطقة تخلو من وجود مسجد لأداء الصلاة». ويطالب أحمد الربيعي، من سكان شارع 4 بالمنطقة، الحكومة بالنظر إلى المنطقة بدلًا من وقوع كوارث في الوقت القريب، مؤكدًا: «نصف أطفال المنطقة يعانون من أمراض صدرية؛ بسبب تلوث الهواء ووجود عدد من المصانع والشركات تقوم بصرف مخلفاتها على بحيرة مريوط التي نأكل منها الأسماك الملوثة». «التحرير» حاولت الاتصال بالدكتورة سعاد الخولي، القائم بأعمال محافظ الإسكندرية، لكنها لم ترد على هاتفها، وكذلك اللواء سامي شلتوت، رئيس حي العجمي.