قال الخبير العسكري اللواء طيار أركان حرب عبد الحكيم شلبي المستشار في معهد دراسات الحرب الدولية إنَّ أي طائرة مدنية قبل إقلاعها لا بد من إجراء أعمال التفتيش الفني لها من قِبل مجموعة من المهندسين والفنيين، لافتًا إلى أنَّ هذا التفتيش "إجرائي" لمعرفة ما إذا كانت الطائرة صالحة فنيًّا أم لا. وأضاف في تصريحاتٍ ل"التحرير"، الأحد، أنَّ التفتيش يشمل الاطلاع على الحالة الفنية للهيكل والمحرك للطائرة، فضلاً عن الفحص لجميع أجزاء الطائرة، منوِّهًا بأنَّ فرق الصيانة في جميع المطارات تفحص كل الطائرات قبل إقلاعها، مشدِّدًا على أنَّ فرق الصيانة المصرية فحصت الطائرة الروسية، التي تحطمت بسيناء أمس، قبل إقلاعها صباحا من مطار شرم الشيخ. وأوضح: "في حالة وجود خلل في محركات أو موتور الطائرة يتم إبلاغ قائد الطائرة بالأعطال وعلى أثر ذلك يتم تأجيل الرحلة، ويتم عمل الصيانة اللازمة للطائرة، فضلا عن استيراد قطع الغيار الخاصة بالطائرة من دولة المنشأ لإصلاحها، وأي طائرة بها مشكلة لا تقلع على الإطلاق". وأكد شلبي أنَّ سبب سقوط الطائرة الروسية في منطقة الحسنة بسيناء هو عطل فني، مشيرًا إلى أنَّ الطائرة التي تطير على ارتفاع أكثر من 30 ألف قدم يكون من الصعب استهدافها من قبل الإرهابيين، نافيًا ما تردَّد بشأن استهداف الطائرة بصاروخ؟ وأفاد شلبي بأنَّ الإرهابيين لا توجد بحوزتهم صواريخ تصل لهذا المدى، بينما من يقدر على إصابة الطائرة المدنية على هذا الارتفاع هي القوات الجوية التابعة للجيوش، متابعًا: "من الممكن أن تصل مدى إصابتها لهذا الارتفاع، أمَّا الإرهابيون فليس بحوزتهم هذه الصواريخ، بدليل أنَّهم إذا استهدفوا الطائرة الروسية فلماذا لم يستهدفوا الطائرات المصرية الF 16؟ التي تواصل دكهم في سيناء، وهي طائرات تطير على ارتفاع مقارب". وصباح أمس، سقطت طائرة روسية على متنها 224 شخصًا في سيناء، بعد 23 دقيقة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وهي في طريقها إلى روسيا، بعد فقدان الاتصال بها، بينما أعلنت السفارة الروسية بالقاهرة أنَّ أحدًا لم ينجُ من الحادث. واستبعدت شركة الطيران القابضة الروسية "كوجالي مافيا" التي تعرف أيضًا باسم "ميتروجيت" وجود خطأ بشري وراء سقوط طائرة الركاب الروسية إيرباص 321 في وسط سيناء. ونسبت وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، في تقريرٍ بثَّته في موقعها الإلكتروني، اليوم الأحد، إلى الشركة المالكة القول: "قائد الطائرة الكابتن فاليري نيموف لا يعد مسؤولا عن حادث سقوط الطائرة، إنَّما ترجع المأساة لحدوث خلل فني وتقني بالطائرة، حيث ألمحت تقارير مختلفة إلى أنَّ مشكلة ميكانيكية لعبت دورًا في ذلك".