سجلت مؤشرات البورصة المصرية تراجعا جماعيا لدى إغلاق تعاملات اليوم، وسط ركود حاد في أحجام التداول وشح ملحوظ في السيولة، في ظل غياب المحفزات وسيطرة أجواء الترقب وكثرة الشائعات السلبية بالسوق، صاحبها عمليات بيع مكثفة للأجانب ما زاد من تحفظ المستثمرين المصريين في عمليات الشراء وتراجع عمليات المضاربة. وخسر رأسمال السوقي لأسهم الشركات المقيدة بالبورصة المصرية نحو 1.3 مليار جنيه ليبلغ مستوى 354.9 مليار جنيه، وسط تعاملات بلغت نحو 338 مليون جنيه. تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية «إيجي اكس30» بنسبة 0.63% ليبلغ مستوى 5198.91 نقطة كما انخفض مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة إيجي اكس 70، بنسبة 0.03% ليبلغ مستوى 449.66 نقطة. طالت التراجعات مؤشر «إيجي اكس 100» الأوسع نطاقا والذي فقد نحو 0.2% من قيمته ليبلغ مستوى 747.81 نقطة. وقال وسطاء بالبورصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن المستثمرين يشعرون بأن الأجواء السياسية غير نقية وتحمل في طياتها أزمات مستقبلية، ما انعكس على سلوك المستثمرين بالبورصة خاصة في ظل التخارج المستمر للمستثمرين الأجانب وكبار المضاربين المحليين. وأوضحت مروة حامد مدير إدارة التنفيذ بشركة وثيقة لتداول الأوراق المالية أن أداء البورصة اليوم لايوصف إلا بكلمة «سئ جدا» حيث لا يوجد تعاملات ولا سيولة ما أدى إلى غياب عروض البيع والشراء من على شاشات التداول على العديد من الأسهم في حالة أشبه بالركود الحاد. وأشارت إلى أن المضاربين لا يقبلون على الشراء رغم جاذبية الأسعار، يتزامن مع ذلك انتشار العديد من الشائعات السلبية حول عدم إتمام صفقة اندماج «هيرميس- كيو إنفست» أو صفقة بيع أوراسكوم للانشاء إلى أوراسكوم الهولندية، لافتة إلى أن الحالة النفسية السلبية لدى المستثمرين جعلت شرائح عديدة منهم ترى أن سعر صفقة بيع أوراسكوم تليكوم غير مجد ما دفع البعض لبيع أسهمه وعدم انتظار الصفقة. ونوهت حامد إلى أن تركيز المستثمرين اليوم كان على الأسهم السلبية، وكثرة الشائعات منها اشتراط قطر الحصول على فائدة 5% لشراء السندات المصرية التي سبق الإعلان عنها بقيمة 3 مليارات دولار وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى إلغاء الاتفاق نظرا لارتفاع تكلفته بشكل مبالغ فيه. وقالت إن كل هذه الأنباء تأتي فى إطار الشائعات السلبية التي لا يوجد لها نفي أو تأكيد لكنها تؤثر على السوق سلبا، مشيرة إلى أنه رغم الأداء السيء للأسهم اليوم إلا أن هناك إيجابيات محدودة تمثلت في تماسك بعض الأسهم الكبرى ووجود عمليات مضاربة نسبية على بعض أسهم شركات القطاع العقاري خاصة الصغيرة والمتوسطة منها. ورأت حامد أن كثرة العطلات خلال الأسبوعين المقبلين من عطلات عيد العمال والقيامة وشم النسيم، ربما يكون له أثر سلبي على السوق وإن كان ليس بالعامل الرئيسي.