أعربت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، اليوم الأربعاء، عن أسفها إزاء حادثة سقوط مروحية تابعة لقوات المؤتمر الوطني في طرابلس، وذراعها العسكري "فجر ليبيا"، أمس، ما أسفر عن مقتل عدد من ركابها، وفقدان آخرين، وناشدت البعثة أطراف الأزمة في البلاد ضبط النفس، في وقت تضاربت التصريحات بشأن الجهة التي استهدفت المروحية وأسقطتها. وقالت البعثة الأممية في بيان نشرته على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنها تعرب عن أسفها "للخسائر في الأرواح، وتدعو الأطراف إلى ممارسة أقصى قدر من ضبط النفس، والامتناع عن أية أعمال من شأنها أن تصعد التوتر".
وأمس الثلاثاء، سقطت مروحية قرب مدينة الزاوية، غرب طرابلس، بعد تعرضها لإطلاق نار بسلاح "جيش القبائل"، الموالي لمجلس النواب المنعقد في "طبرق"، بحسب بيان سابق لرئاسة أركان المؤتمر الوطني. من جانبه، نفي المبروك بوعميد، رئيس المجلس الأعلى لقبائل ورشفانة، المكون الرئيسي لجيش القبائل، ضلوعهم بحادثة إسقاط الطائرة، داعيًا "لتشكيل لجنة مختصة دولية أو محلية، للتحقيق في الحادثة، والكشف عن مسببات سقوط الطائرة". واستنكر بوعميد، في تصريحات صحفية، الحادثة مضيفًا، أن "الإعلام يحرض ضد مدينة ورشفانة، ويريد زرع الفتنة بينها وبين المدن الأخرى". وردًا على ما جاء في بيان رئاسة أركان المؤتمر الوطني - المنتهية لولايته- ، الذي قال إنها "سترد بحزم على جيش القبائل"، أكد بوعميد، أنه "إذا استمر الهجوم على منطقتنا سندافع عن بيوتنا وأهلنا مثلما دافعنا في مرات سابقة". وفى الوقت الذي تبنى فيه الرائد محمد حجازي، الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي، إسقاط المروحية، نفت القيادة في بيان لها صلتها بالحادث. وقال الحجازي، اتصال هاتفي مع إحدى القنوات المحلية الليبية، إن "قواتنا في غرب البلاد هي من استهدفت الطائرة بعد إقلاعها من مطار معيتيقة بطرابلس، متجهة إلى مدينة صبراتة، وهي تحمل على متنها إرهابيين"، على حد وصفه. وردًا على ذلك، أصدر خليفة العبيدي مدير مكتب الإعلام بالقيادة العامة بالجيش الليبي، بيانًا نفى فيه "ضلوع القيادة العامة للجيش في حادثة إسقاط المروحية". وسبق أن أعلنت رئاسة الأركان التابعة للمؤتمر الوطني، أمس الثلاثاء، مقتل 14 شخصا بينهم قادة عسكريين، في سقوط مروحية، قرب الزاوية (غرب العاصمة)، نتيجة تعرضها لإطلاق نار، مبينةً أن بين القتلى العقيد محمد صقر، آمر المنطقة العسكرية الغربية، وحسين بودية، آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية، إضافة إلى صهيب الرماح، آمر كتيبة شهداء الزاوية. ويقاتل جيش القبائل في غرب ليبيا، مع قوات رئاسة الأركان بالمنطقة الغربية، التابعة لمجلس النواب الليبي المنعقد في طبرق (شرق)، ضد قوات فجر ليبيا الموالية للمؤتمر الوطني العام في طرابلس.