احتدمت المنافسة واستعرت المعركة فى دائرة الدقى والعجوزة وبعد الفوز الساحق للإمبراطور التسجيلات وزعيم التلصص عبد الرحيم (باشا) على وبقاء ابن مرتضى منصور وعمرو الشوبكى للإعادة احتدم القتال وحمى وطيس معركة الإعادة وانقسمت الفضائيات المصرية قسمان: قسم أولاد الناس (الكيوت) مثل لميس الحديدى مع عمرو الشوبكى وقسم أولاد الناس (الشغلية) مثل أحمد موسي مع ابن مرتضى منصور وتم تصوير الأمر للناخب المصرى المذهول على أنه صراع بين المرسيدس والتوكتك مع أن الحقيقة غير ذلك تماما وبالدليل... دعنا أولا نتفق على أن ابن مرتضى منصور هو ابن مرتضى منصور لا أكثر ولا أقل.. يعنى هو هو مرتضى منصور copy and paste مجرد زائدة بيولوجية من الأب الكريم متعه الله بالصحة والعافية والحنجرة القوية التى تمكنه من سب من يريد بأعلى صوت وبأقذع الألفاظ دون أن يخشى ثمة عقاب فى لغز حار المصريون جميعا فى فهمه إلا من كشفت لهم حجب الغيب من أقطاب الصوفية (ممكن تسأل مولانا القطب الأعظم صالح أبو خليل وهو هيقولك بس ده موضوع تانى خارج موضوع المقال). إذا هو مرتضى منصور بس على صغنن.. نفس أفكار الوالد ونفس القاموس.. حتى نفس اللغة الجسدية (ابن حلال مصفى).. طبعا أفكار وأراء مرتضى منصور لا داعى أبدا لسردها هنا فهى معروفة للكافة بالضرورة فالرجل لا يمر يوما إلا ونراه ضيفا على أحد الفضائيات حتى إننى أتعجب أين يجد الوقت لمتابعة أعماله مكتبه ومتى يستيقظ لحضور جلسات المحاكم وهو ضيف مستمر على القنوات حتى الرابعة فجرا..!!! أما عمرو الشوبكى فهو دكتور وأستاذ العالوم السياسية بجامعة القاهرة واحد استشاريين مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الذى أخرج لنا معظم التكنوقراط الذين كرسوا استعباد المصريين على أيدى حكامهم من أيام إنشائه على يد دهقان مصر الأعظم حسنين هيكل فى أعقاب نكسة 1967 وحتى وقتنا هذا يكفى أن تعرف أن مركز الأهرام هذا كان يسوق وبقوة لتنظيرة من اختراع الشوبكى وآخرون مثل عبد المنعم سعيد تؤكد أن (مصر ليست تونس) وبقوا يسوقا لهذه التنظيرة منذ فجر اندلاع ثورة تونس وحتى انفجرت 25 يناير فى وجوههم وهم غير مصدقون.. هذا هو عمرو الشوبكى الذى كان يدعو إلى استمرار الحزب الوطنى بقيادة حسام بدراوى بعد الثورة فى تنظيرة أخرى إصلاحية من الطراز الأول.. إنه الرجل الذى لم يسبق له أن عارض أي نظام حكم معارضة صريحة كان دائما يستغل ذكائه فى الوصول إلى حلول وسط عجيبة تضمن له إلا يواجه النظام، أى نظام، وفى ذات الوقت يحافظ على مكانه محسوبا دون أى داعى على المعارضة أو على المستقليين.. رأيناه يخوض معركة شرسة فى 2012 وينتصر بفضل أصوات التيار المدنى على أحد أهم اقطاب الإخوان (عمرو دراج) ثم يدخل المجلس فلا يفتح فمه مطلقا حتى ينحل المجلس.. رأيناه فى خضم اتحاد النخبة المدنية كلها فى جبهة الإنقاذ ضد الإخوان ينأى بنفسه بعيدا ولا يشارك فى أى من فعالياتها ثم يجرى بعد سقوط الإخوان ليشارك فى اللجنة الاستشارية المسئولة عن ترشح السيسي للانتخابات.. هو ببساطة التكنوقراط الصالح لكل العصور. إذا وافقتنى يا عزيزى المواطن مصرى على ما سبق، سوف تجد بمنتهى الهدوء وبدون عصبية أن الفروق بسيطة للغاية بين ابن مرتضى منصور وعمرو الشوبكى فكلاهما مع النظام الحاكم أيا كان هذا النظام وكلاهما من أجل نفسه ومن أجل مصلحته فقط لا غير وكلاهما لن يكون من الأصوات التى يمكن أن تعتمد عليها أن تقف لتغول السلطة التنفيذية على الشعب ولا من الأحرار الذين يمكن أن تضمن أنهما سوف يتصدون للحملات المسعورة لتعديل الدستور من أجل توسيع صلاحيات الرئيس وربما فى القريب من أجل استمراره ثلاثون عاما أخرى. الموضوع ببساطة فروق شخصية: واحد منفلت اللسان والآخر يعرف كيف يتكلم واحد يتقمص لغة وأسلوب البلطجية والآخر يتقمص لغة وأسلوب الأكاديميين.. فروق شخصية غير مؤثرة بالمرة على حقيقة كلا منهما ولهذا أدعوك أن تختار براحتك يا عزيزى المواطن لأن الحقيقة إن مافيش أى فرق بين عيشة وأم الخير. أنا بقى قررت أن انتخب ابن مرتضى منصور لإنى على الأقل ضامن إنه زملكاوى وهيدافع عن مصالح الزملكاوية من أمثالى.. أما عمرو الشوبكى فمحدش عارف أكيد هيطلع فى الآخر بيشجع حرس الحدود. مش نفوق بقى يا مصريين؟؟؟؟