كثيرا ما تجد توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق مروجا للأعذار، ومجملا لصورة قادة مثيرين للجدل حول العالم، حاصلا في المقابل على ملايين الأموال سنويا، تحت مسمى "تقديم النصائح و الاستشارات"، وذلك ضمن شركته "توني بلير وشركاؤه" التي أنشأها بعد مغادرته منصبه كرئيس للوزراء عام2007 . كازاخستان الأمثلة كثيرة وعلى رأسها ما فعله بلير مع نور سلطان نزارباييف، الحاكم الدموي، الذي حاول تبييض صورته، ووفقا لصحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، فإن مبعوث السلام السابق للشرق الأوسط، قدم لرئيس كازخستان نور سلطان نزار باييف، نصائح حول كيفية تجاوز مذبحة ارتكبتها قواته الأمنية بحق المدنيين في عام 2011. ووصفت منظمات حقوق الإنسان ما فعله بلير "بالمشين" لأنه كان يحاول تعزيز موقف الرئيس الكازخستاني ومصداقيته على المسرح الدولي مقابل "ملايين من الجنيهات الإسترلينية". مؤسسة توني بلير للإيمان وتعتبر مؤسسة توني بلير للإيمان، من الكيانات التي أنشأها ويديرها رئيس الوزراء الأسبق، لكن ذلك الإيمان لم يشكل له عائقا أمام تعاقده مع الحكومة العسكرية في بورما، الذين سجنوا السياسية أونج سان سوتشي بعد فوزها بالانتخابات، والذين تكثر أخبار اضطهادهم لأقلية الروهينجا المسلمة. بلير والقذافي بعد الإطاحة بنظام القذافي، عُثر في طرابلس على أوراقٍ تكشف عن أن بلير عقدَ 6 لقاءات خاصة على الأقل مع الديكتاتور الليبي، خلال السنوات ال3 التالية لترك بلير رئاسة الوزراء. "إذا كان لديك مكان آمن فعليك الذهاب إليه".. نصيحة أسداها بلير لما أسماه "صديقه" معمر القذافي، قبل أن يلقى الأخير حتفه على أيدي المتظاهرين في ليبيا عام 2011. وبحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فإن إحدى رسائل البريد الإلكتروني الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية، كشفت عن نص محادثة هاتفية بين بلير والقذافي، حذر فيها رئيس الوزراء البريطاني السابق، الدكتاتور الليبي من انهيار نظامه، وقتله ونصحه بأن يذهب لمكان آمن لأن الوضع خطير. الفضائح مستمرة في مارس الماضي، ظهرت فضيحة بطلها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تتعلق بسعيه لاستغلال عمله كمبعوث دولي للسلام في التربح من دولة الإمارات، وإجراء اتصالات في جمع الأموال، وكشفت صحيفة "صنداي تايمز"، وموقع "ميدل إيست" البريطانييين عرض بلير خدماته على الإمارات، وعلى أنظمة إفريقية مقابل المال، ما دعا سياسيون لمطالبته بالاستقاله من منصبه كمبعوث سلام لدى الشرق الأوسط، بسبب تضارب المصالح. ووفقا للتسريبات سعي بلير للحصول على عقد بقيمة تناهز 45 مليون دولار من الإمارات، مقابل تقديم استشارات للدولة الخليجية، بما يتعارض مع عمله كمبعوث للسلام، كما استخدم اتصالاته وأنشطته الخيرية لتحقيق مكاسب تجارية. ووفقا للصحيفة، فقد بدأت علاقة بلير في مجال الاستشارات المدفوعة مع الإمارات عندما سافر في عام 2007، بعد استقالته من منصب رئيس الوزراء بأربعة أسابيع، إلى أبو ظبي بصفته ممثلا للرباعية، وأقامت العائلة الحاكمة على شرفه حفل عشاء احتفاء بموقعه السياسي ودوره الجديد في الشرق الأوسط. كما تكشف عن قيام شركة «توني بلير وشركاه» للاستشارات، بتوقيع عقد مع وزارة الخارجية الإماراتية مدته خمسة أعوام قابلة للتمديد، وقيمة العقد المقترح تتراوح ما بين 25إلى 35 مليون جنيه إسترليني، تحصل عليه مؤسسة «توني بلير وشركاه».