مع اقتراب التوصيت التاريخي، الذي يحقق لمصر مساعيها الرامية إلى الحصول على عضوية - غير دائمة - بمجلس الأمن الدولي، تسابق وزارة الخارجية الزمن وأعلنت الطوارئ حتى اقتراب ساعة الصفر، في الوقت الذي أعلن فيه الخبراء إن حصولنا على هذه العضوية سوف يعود بالنفع على دول المنطقة بأكملها، ويعيد لها مجدها الإقليمي السابق، ويمثل طفرة وانتعاشة لسياسة مصر الخارجية. حل قضايا المنطقة عقد وزير الخارجية سامح شكري، عدة اجتماعات مع عدد من وزراء الخارجية بالدول الإفريقية (السنغال وناميبيا والجابون.. وغيرهم)، وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن حصول مصر على أصوات كفيلة بحصولها على عضوية مجلس الأمن سيعكس مدى الاهتمام الدولى بها ومدى الاستقرار الذي تنعم به البلاد. وأوضح أن هناك تنسيقا مع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن وباقى الدول، مشيرًا إلى أن القضايا الإقليمية المطروحة على أجندة مجلس الأمن كانت السبب الأهم للقاء شكرى للوزراء الأفارقة، مؤكدًا أن دور مصر عند حصولها على عضويتها بمجلس الأمن هو طرح ومناقشة هذه القضايا، كذلك سيكون دورها هام فى طرح قضايا المنطقة وبالتالى عندما تحصل على عضوية مجلس الأمن ستمثل الدول العربية والإفريقية بالمجلس. حدث جدير بالاهتمام من جانبه قال السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر، رئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية، إن دخول مصر مجلس الأمن فى هذا التوقيت، أمر جدير بالاهتمام، مضيفًا أن السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط بل والعالم يواجه تهديدات وتحديات بالغة، لا سيما أن الإرهاب الدولى يهدد حياة البشر والدول فى المنطقة، وما نجم عنه من قضايا تتعلق بالتهجير القسرى للأفراد من مناطق النزاعات والتوتر، فضلا عن تحديات التنمية المختلفة. وأشار إلى أن مصر بمكانتها وثقلها الدولى فى المنطقة والعالم ستكون خير معبر عن الأمم وطموحات شعوب إفريقيا والمنطقة نحو الاستقرار والأمن، والتقدم والبناء، لافتًا إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التى عانت من الإرهاب المدمر، ودعت مرارًا إلى عقد مؤتمر دولى لبحث توطيد التعاون الدولى من أجل محاربة الإرهاب والقضاء عليه. يجعلنا أكثر نشاطا وحيوية من جهته قال السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق إنَّ حصول مصر على العضوية غير الدائمة بمجلس الأمن يجعل الدبلوماسية المصرية أكثر نشاطاً وحيوية في جميع المجالات، موضحًا أنَّ الدولة المصرية ستتبنى القضايا الإفريقية، ومبادرات لتعزيز المصالح الإفريقية في المسار الدولي، في حالة حصولها على العضوية، بالإضافة إلى الاهتمام بالأوضاع العربية، والمسجد الأقصى، فضلاً عن تبني وجهات النظر الإفريقية. وأكد أنَّ أجندة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال 70 تتضمن التنمية المستدامة وحقوق الإنسان والتغييرات المناخية، والحكم الرشيد. وفي إشارة إلى الفوائد التي ستعود على مصر في حال أصبحت عضوًا بمجلس الأمن، أكد سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية أن مصر ستتحدث باسم أفريقيا، الأمر الذي من شأنه أن يعطي مصر الفرصة لتطرح جميع قضاياها على الساحة الدولية، بما يساندها في اقتلاع جذور الإرهاب. العضوية تساهم في حل المشاكل الإقليمية كما أعرب جمال عبد المتعال، مساعد وزير الخارجية السابق، عن سعادته بأن مصر تتطور بخطى ثابتة، ومن الطبيعي أن يكون لها مقعد غير دائم بمجلس الأمن لهذا العام، خاصة بعد أن لقيت اهتمامًا خارجيًا بالغًا، وأعادت برمجة علاقتها الدولية بعد أن كانت مهملة على مدى الأربع سنوات السابقة. وأضاف عبد المتعال، أن عضوية مصر بمجلس الأمن، سيكون لها تأثير في حل مشاكل دولية وإقليمية متعددة، وسيدعم ذلك الإجراء علاقات مصر الخارجية مع دول مجلس الأمن الخمسة، مؤكدًا أن مصر في هذه الفترة لم تواجه صعوبات لتشغل مقعدا بمجلس الأمن مقارنة بالسنوات الماضية. يعكس ثقة العالم في مصر وقال وهيب المنياوي، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن وفوزها، سيكون اعترافا صريحا بأن مصر تمتعت بقدر من الثقة بين دول العالم، ويعود ذلك إلى مواقفها مع التصدي للإرهاب الدولي والتكتلات الدولية القائمة. وأشار إلى أن عضوية مصر بمجلس الأمن، ستجعلها بالقرب من الساحة الدولية ويعطيها الفرصة لإثارة قضاياها بشكل موسع، مؤكدًا أن توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه الحكم، هو العمل على تقوية العلاقات بين مصر ودول العالم، وإعادة هيبة مصر الخارجية.