مسؤولون أمريكيون وعرب: إيران تواصل نقل أسلحة وأموال للحوثيين.. ومخاوف متزايدة من نشوب حرب إقليمية يبدو أن الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى الست الكبرى، والذي تم توقيعه في يوليو الماضي، لم يسهم كما كان مأمولًا في تهدئة التوتر بين الولاياتالمتحدةوإيران، حيث تفيد صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير مطول لها، بتصاعد التوترات بين واشنطن وطهران حول طيف واسع من القضايا المتعلقة بالوضع الأمني في الشرق الأوسط، والسياسات الداخلية الإيرانية. وقالت "الصحيفة" في تقريرها الذي دعمته بتصريحات من مسؤولين أمريكيين، حاليين وسابقين: إنه "خلال اليومين الماضيين فقط، اختبرت إيران صاروخًا باليستيًا، وأعلنت إعدام الصحفي الأمريكي جيسون رضائيان، مما زاد الشكوك بأن الاتفاق النووي قد سمح لملالي إيران بتصعيد حدة أجندتهم المناهضة للولايات المتحدة". وتابعت أن واشنطن وأقرب حلفاءها في الشرق الأوسط، وبخاصة إسرائيل والسعودية، لديهم قلق واسع بشأن قدرة إيران على استخدام غطاء الدبلوماسية الذي وفره لها الاتفاق النووي، وكذلك الإفراج الموعود عن مليارات الدولارات من عائدات النفط المجمدة، لتعزيز وضعها في المنطقة وكذلك وضع حلفاءها. وشنت إيران وروسيا الشهر الماضي عملية عسكرية مشتركة في سوريا هدفها الحفاظ على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب مسؤولين إيرانيين وروس. كما واصلت الجمهورية الإسلامية، بحسب مسؤولين عرب، نقل شحنات الأسلحة والأموال إلى الحوثيين في اليمن، الذين استولوا على عاصمة البلاد هذا العام والذين يواجهون حملة عسكرية موسعة تقودها السعودية. ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن هناك مخاوف متزايدة في واشنطن وأوروبا بأن يؤدي النزاعان في سوريا واليمن إلى إشعال حرب إقليمية على نطاق أوسع، طرفاها الرئيسيان هما المملكة السعودية وإيران. أما قدرة إدارة أوباما على تنفيذ الاتفاق النووي في خضم مثل تلك الاضطرابات، فهي مهددة، وفق ما يقول مسؤولون أمريكيون سابقون مشاركون في جهود الدبلوماسية مع إيران. وقال ريتشارد نيفيو، الذي كان أحد كبار المفاوضين مع إيران حتى أواخر 2014: إن "هناك خطر بأن تؤدي المسائل الأخرى إلى إغراق الاتفاق (النووي) برمته.. الشواهد مفزعة". وكانت إيران تعهدت بحسب الصحيفة بأنه في حال التوصل للاتفاق النووي، فإنها ستكون مستعدة للتعاون في القضايا الأخرى، ومن بينها النزاع السوري. إلا أن العديد من المسؤولين الأمريكيين والعرب، يعتقدون بأن إيران وروسيا كانتا تخططان لعملية مشتركة للدفاع عن الأسد، حتى قبل إتمام الاتفاق في النمسا، وفقًا للصحيفة. وأشارت إلى أنه بعد 10 أيام على الاتفاق، رصدت الولاياتالمتحدة سفر الجنرال الإيراني قاسم سليماني إلى موسكو للقاء مسؤولين روس كبار، في انتهاك لحظر السفر الأمريكي، ويعتقد هؤلاء المسؤولين، بأن الكثير من التخطيط للعملية العسكرية في سوريا جرى في موسكو، وأن بعض المحادثات ربما جرت في توقيت أسبق. ونتيجة لهذا يواجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما وضعًا صعبًا، فمنتقدوه في واشنطن يتهمون البيت الأبيض بالتعرض للخداع من جانب موسكو وطهران في المراحل الأخيرة من المفاوضات.