المصري: دمّرت 27 دبابة.. وعساف ياجوري أدّى لي التحية وطلب مقابلتي بعد تدمير دبابته يعد بطلًا من أبطال حرب أكتوبر المجيدة وصاحب رقم قياسي عالمي في عدد الدبابات التي دمّرها، إذ بلغ مجموع ما دمّره 27 دبابة، متفوقًا بذلك على زميله الأشهر عبد العاطي، الذي دمّر 23 دبابة فقط.. التقت "التحرير" البطل محمد المصري في الذكرى ال42 لانتصار أكتوبر، ليقص لنا أهم المواقف التي تعرّض لها وأهم اللحظات الصعبة التي قابلها في أثناء الحرب. قال محمد المصري أحد أبطال حرب أكتوبر ل"التحرير"، إنه كان جنديًّا مقاتلًا ضمن اللواء 128 مظلات الذي أوكلت إليه مهمة حماية السد العالي خلال حرب أكتوبر، بما يعني أن اللواء لم يشارك فعليًّا في الحرب، إلا أنه تم اختيار الفصيلة الثانية من الكتيبة الثانية التي كان المصري من أفرادها وتم إلحاقها بالجبهة بالفرقة الثانية مشاة التي كان يقودها اللواء حسن أبو سعدة ابن محافظة البحيرة. وأضاف صائد الدبابات "أنا فخور أن ضابطًا في الجيش الإسرائيلي يعطي التحية لجندي مصري (يقصد الضابط الإسرائيلي عساف ياجوري)"، موضحًا أن "الضابط الإسرائيلي عساف قام بعملية انتحارية من الدرجة الأولى ولم تنجح بنسبة 1%، وعند اقترابه قمت بإطلاق الصاروخ على الدبابة، مما أدّى إلى أسر الضابط الإسرائيلي". وتابع المصري "فوجئت بأن اللواء حسن أبو سعد أرسل إليّ أحد المجدنين، فذهبت إليه، وعند دخولي رأيت مشهدًا ما زال في ذهني حتى الآن، حيث الضابط الإسرائيلي عساف ياجوري طلب أن يرى المجند الذي اصطاد دبابته لقدرته الفائقة، وعند دخولي إلى الغرفة وعلم ياجوري بأنني المجند الذي ضرب دبابته قام بإعطاء التحية العسكرية لي". وعن أصعب اللحظات التي مرّ بها المصري، قال "عندما يطلق الصاروخ، حيث إنه يحتاج إلى لحظات وقوة تركيز وسرعة رد فعل لاصطياد الهدف". ورغم أنه سجل رقمًا قياسيًّا في عدد الدبابات التي دمّرها خلال الحرب، فإنه لم ينل من التكريم ما يكفي لقاء ما حقّقه من بطولات، فالمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية وقتها، سلمه وسام نجمة سيناء، كما دعاه الرئيس السادات لحضور حفل إعادة افتتاح قناة السويس في 5 يونيو عام 1975، ومنذ هذا التاريخ غاب البطل محمد المصري تمامًا عن الأضواء منعزلًا في قريته التي حملت اسمه بمدينة أبو المطامير بمحافظة البحيرة.