الكوميديانات في بلدنا لا تقدير لهم.. وعادل إمام غير نظرة الجمهور نحوهم وعلي ربيع من أفضل النجوم الشباب سنوات طويلة قدم خلالها الفنان الكبير محمود القلعاوي مجموعة من الأعمال الفنية المتميزة التي حفظت له مكانة خاصة وسط نجوم جيله، ولكنه فجأة قرر اعتزال الفن، والابتعاد عن الأضواء، وعن حضور أي احتفاليات، راضيًا بالرصيد الذي يمتلكه بين المسرح والتليفزيون والسينما، ومفضلًا البقاء على مقعد المتفرج. القلعاوي تحدث مع «التحرير» عن أسباب اعتزاله الفن، وتققيمه لمشواره، وحال الفن في الوقت الحالي.. ◄ لماذا قررت الاعتزال؟ انقطعت عن التمثيل منذ 7 سنوات تقريبا في عام 2008، لأنني لم أتلقى أي عروض جيدة تدفعني لمواصلة مشواري، وليس ذلك فحسب، بل إنها قد تعيدني خطوات إلى الخلف، وأنا لا يمكنني التقليل من شأني والتنازل عن مكانتي لمجرد الاحتفاظ بوجودي على الساحة، لذا قررت أن أصرف نظر تمامًا عن العمل، والبقاء في المنزل، كما أنني كبرت في السن، ولم يعد في مقدرتي تحمل مواعيد التصوير، خاصة أنني ألتزم بمواعيدي، وإن كنت متعاقدًا على عمل كنت سأضطر على الحضور في المواعيد المقررة له، "وقررت أريح دماغي وأبعد لأني حسيت إن ده مش زمني". ◄ ولكن تابعنا لك مسرحية "ناس وكناس" التي تم تصويرها بعد اعتزالك؟ صحيح، أوقفت الاعتزال لمدة يوم واحد لأن أحمد الإبياري كان يرغب في تصوير هذه المسرحية لإمكانية عرضها على شاشة التليفزيون، ووافقت على العودة لتصويرها فقط إرضاءًا لصديق مشواري أحمد بدير الذي شاركته بطولة هذا العرض المسرحي، والذي احتفلت قناة TEN بعرضه على شاشتها خلال أحد أيام عيد الأضحى الماضي. ◄ كيف ترى حال المسرح حاليًا؟ لا يوجد مسرح بالمعنى الذي تربينا عليه وعملنا في إطاره، والعروض المقدمة فيه في هذا الوقت تسمى ب"مسرح تليفزيون"، وليس عرض مسرحي، فيما عدا أحمد بدير بمسرحيته "غيبوبة"، ويحيي الفخراني بعرض "ليلة من ألف ليلة" في المسرح القومي. ◄ كيف تقضي حياتك بعيدًا عن العمل؟ أصبحت في موقع المراقب للتليفزيون، وأشاهد الأعمال الجديدة باستمرار، منها مسلسلات رمضان الماضي، وأعجبني منها "الصعلوك"، "تحت السيطرة". ◄ من الممثلين الذين يعجبك أدائهم؟ كثيرون، منهم عمرو يوسف، حسن الرداد، يوسف الشريف. ◄ من نجوم الكوميديا الذين تتابعهم؟ هناك العديد من الفنانين الذين يضحكوني، لكن الكوميديا التي كانت تخرج الضحك بأعلى صوت لم تعد موجودة، فمثلا قديمًا كنّا نتابع محمد هنيدي مع سيد زيان في المسرح، وندخل لمتابعتهما، ونقول إن هنيدي سيصبح نجمًا وهو ما حدث، وأنا أيضًا عملت مع علاء ولي الدين، وقلت بأنه سيصبح نجمًا وهو ما حدث لكن الموت لم يمهله الفرصة ليستكمل خطواته، وحاليًا الكوميديا تفتقر للوهج، و"مفيش نجم لحد دلوقت يقدر يشيل راية الكوميديا من نجوم زمان"، وإن كنت أرى أن الممثل الشاب علي ربيع الذي قدمه أشرف عبد الباقي في "تياترو مصر" ثم "مسرح مصر" من أفضل الكوميديانات الشباب، وقد يصبح نجمًا في السنوات المقبلة. ◄ أي الأعمال التي قدمتها تعتز بها؟ أعتز بتلك التي كانت سببًا في معرفة الجمهور بي منها مسرحية "الجوكر"، وأيضًا مسرحية "أنت حر" والتي لا أعلم لماذا لا يتم عرضها رغم أنها جيدة، ومن أفضل ما أخرج محمد صبحي، وقدمت فيها شخصيات متعددة، كذلك "حمري جمري" مع صابرين وصلاح عبد الله. ◄ كيف كان التعاون بينك وبين الفنان محمد صبحي؟ قدمت معه مجموعة كبيرة من الأعمال منها فيلم "علي بيه مظهر"، ومسرحية "انتهى الدرس يا غبي"، وكان التفاهم بيننا وراء ذلك، فأنا بطبيعتي ملتزم، وهو أيضًا كذلك، أحيانًا يتعامل معنا كما لو كنّا في "الفنية العسكرية" لكن ليس معي لأنني ملتزم وأعرف كيف أتفاهم معه. ◄ كيف ترى تصنيفك ككوميديان؟ أفخر به، خفة الدم من عند ربنا، وإن الناس تتقبل ممثل وتضحك على ما يقول أو يفعل هذا ليس أمر يسير، ويحتاج لموهبة من الأساس، فالممثلين كثيرون لكن الكوميديانات قليلون. ◄ هل تشعر بالرضا والتقدير كأحد هؤلاء القليلون؟ لا لأنه في بلدنا الكوميديانات لا تقدير لهم، الوحيد الذي تمكن أن يأخذ حقه هو عادل إمام، وجعل الجمهور ينظر باحترام للكوميديان، فنظرة المشاهد لهذا الممثل تنقسم إما باعتباره مهرج أو يقدم إفيهات، فيما يجدون التراجيديان ممثل عظيم، "مع أن استخراج ضحكة المشاهد عملية مش سهلة". ◄ ما رأيك في مشروع "كاستينج" الذي تعتزم نقابة الممثلين تنفيذه هذا العام بترشيح النجوم الغائبين لصنّاع الأعمال الدرامية؟ "يا أهلا" ليس لدي أي مانع، بشرط أن أكون ضمن عمل جيد، فأنا لا يحب أن يُقال عليّ "ده رجع يشتغل علشان الفلوس، الحمد لله أنا مستور ومش محتاج حاجة". ◄ من أصدقائك الفنانين مازال على تواصل بك؟ بصراحة كثيرون، منهم صلاح عبد الله الذي سألني في آخر مكالمة بيننا عن سر ابتعادي فقلت له "أنا موجود وهسيبلك نفسي لما أنت تلاقيلي دور يليق بي".