عندما دق جرس التليفون المحمول فى جيب جابر جرت يده عليه، وانتزعته بلهفة.. ألو..؟ امتقع وجه جابر، وهو يستمع إلى صوت المتصل يقول.. إنزل يا جابر.. أمك محتاجالك..!! كان كبد أم جابر قد نال منه الفيروس، وكان جابر يعى معنى احتياج أمه إليه، طلب على الفور من المهندس أنور مساعد مدير الموقع سُلفة وإجازة. رفض المهندس أنور أن يستجيب إلى طلبات جابر وتمسك باللوائح، قال له.. استنفدت رصيد إجازاتك والميزانية لا تسمح بالسلف..!! وقف جابر وسط الموقع وأخذ يصرخ.. لازم أنزل إجازة.. أمى بتموت.. محتاج سلفة..!! ■ ■ ■ عندما حكى جابر قصة مرض أمه على عمال الموقع تأثر أحدهم وأمسك مظروفا ودار به على عمال الشركة، ثم عاد بالمظروف وبه بعض النقود سلمها إلى جابر ودعا لوالدته بالشفاء، وقبل أن يتركه قال له.. حاول مع المهندس أنور مرة أخرى!! ثم، وكأنه عثر على الحل قال.. بعدها ليس أمامك إلا أن تطرق باب الخواجة بيتر!! فذهب جابر إلى المهندس أنور.. تمسك المهندس أنور بموقفه أكثر. وعندما يأس جابر منه طرق، كما اقترح عليه صاحبه، باب الخبير بيتر الذى استقدمته الشركة من ألمانيا ليدير الموقع. عندما شرح المترجم للخبير قصة مرض أم جابر أمر له بصرف سلفة مقسطة تخصم من راتبه، وأعطاه إجازة تحتسب من رصيد إجازاته القادمة ليطمئن على أمه، ثم أخرج شيئا من جيبه ودسه فى جيب جابر. ■ ■ ■ عندما وطأت قدم جابر أرض الموقع بعد أن عاد من إجازة أسبوعًا، وغياب أكثر من أسبوعين، أحس جابر بغيامة تخيم على أرض الموقع، فسأل الخفير.. ما الأخبار..؟! أجابه الخفير قائلا.. زلت قدم الخبير بيتر فسقط من فوق السقالة ومات. كان المهندس أنور قادما بسيارته، وعندما وقعت عينه على جابر قال له.. إنت غياب أكثر من أسبوعين.. قبل الدخول للعمل توجه أولا للشؤون القانونية!! قال الخفير لجابر.. بعد موت بيتر بقى هو المدير!! ثم واصل الخفير حديثه فى محاولة منه للتخفيف على جابر عندما لمح تأثرا على وجهه فور سماع خبر موت بيتر. ما تزعلش.. دول أجانب كفار مصيرهم جهنم..!! وعندما سأله الخفير. كيف حال الوالدة..؟! انهمرت الدموع من عينى جابر ورفع يده إلى السماء وهو يدعو بصوت متهدج. مع بيتر ذاك أفضل ياأماه. وراح يهيل التراب على رأسه.. اقترب منه الخفير وأخذ يربت على كتفه، ولاحظ لأول مرة أن ذقن جابر كانت طويلة على غير العادة؟!