قال يوجين روبنسون، الكاتب الأمريكي الشهير، في مقال له في صحيفة "واشنطن بوست" في إشارة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية إن "مؤسسي هذه الأمة اعترفوا بالإسلام كواحد من الديانات الكبرى في العالم. بشكل لا يصدق ومخزي، الكثيرين من الحزب الجمهوري اليوم غير متفقين مع هذا". روبنسون قال إن توماس جيفرسون، الذي احتفظ بنسخة من القرآن الكريم في مكتبة الكونجرس، قاتل للتأكيد على أن المفهوم الأمريكي للحرية الدينية يشمل الإسلام. وأشار إلى ما كتبه جون آدمز عن النبي محمد بأنه "أحد الباحثين الجادين عن الحقيقة"، كما أكد بنجامين فرانكلين أنه حتى المبشرين المسلمين الذين أرسلهم "مفتي القسطنطينية" سوف يجدون هنا "منبرا لخدمتهم" في هذا البلد. وأشار الكاتب الأمريكي، إلى أن الدستور ينص على أنه "لا يوجد أي اختبار ديني يلزم كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولاياتالمتحدة"، لكن بعض المرشحين الجمهوريين للرئاسة، لا يعيرون أي اهتمام لهذا الأمر. ويأتي مقال روبنسون، بعد تصريحات بن كارسون، المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية، من أنه يعتقد أن الإسلام لا يتفق مع الدستور، وبالتالي لا يستطيع دعم مرشح مسلم لمنصب الرئيس، وأضاف "أنا لا أدعم فكرة تولي مسلم المسؤول عن هذه الأمة، أنا قطعا لا أتفق مع ذلك". الكاتب الأمريكي قال إن كارسون مخطئ تماما، ولكن على الأقل يبدو أنه صادق في ذلك. وأشار إلى أن حاكم ولاية لويزيانا بوبي جندال الذي قال إنه يمكن أن يدعم فقط مرشح مسلم في حال "كان يحترم التراث اليهودي المسيحي في أمريكا". كما ذكر ما قال المرشح الأوفر حظا دونالد ترامب، عندما سئل عن إمكانية وجود رئيس مسلم، من أن "بعض الناس يقولون إنه حدث بالفعل"، في إشارة إلى الأكاذيب المتكررة حول ديانة الرئيس باراك أوباما. الكاتب الأمريكي تابع حديثه عن المرشحين عن الحزب الجهوري، وأشار إلى السناتور تيد كروز الذي قال إن الولاياتالمتحدة عليها أن تقبل لاجئين سوريين من المسيحيين فقط وليس المسلمين، الذين يمكن أن يتحولوا إلى إرهابيين فيما بعد. وعلق قائلا "هناك تيار قبيح من التعصب ضد المسلمين في هذا البلد، والحزب الجمهوري يقود هذا التيار أكثر مما يفعل الحزب الديموقراطي". وتعجب الكاتب من المرشحين الجمهوريين مثل ترامب وغيرهم الذين يهتمون بدين أوباما ومسقط رأسه، وتابع قائلا "بعيدا عن أوباما، لأنه هو في وضع يمكنه الدفاع عن نفسه، أين هم نواب الحزب الجمهوري الحكماء عندما أصبح حزبهم ملجأ للمتطرفين أصحاب أسوأ أنواع الخطاب المعادي للمسلمين؟". روبسون قال إنه بعد هجمات 11/9، فعل جورج بوش أمرا يثير الإعجاب عندما أوضح أن مسؤولية هذه الفظائع لا ينبغي أن تنسب إلى الإسلام نفسه وإنما لمجموعة صغيرة من الأصوليين الراديكاليين. ومع ذلك، فإن إدارته كانت محددة بما فيه في ضرب الإرهابيين، إذ إن دعاة الحرب وجدوا أنه من الأفضل سياسيا الحرب إلى العراق، على الرغم من أن المسؤولين يعلمون أن المهاجمين جاءوا من المملكة العربية السعودية، التي تعتبر حليفا قيما. وهذا غموض، بحسب الكاتب الأمريكي، ساعد في إعطاء بعض الأمريكيين الانطباع بأن الولاياتالمتحدة كانت في حالة حرب ليس مع عصابات صغيرة من الجهاديين ولكن مع المسلمين على نطاق أوسع. روبنسون قال إنه في الحملة الانتخابية، المرشحون الجمهوريون يروجون لإيمانهم المسيحي الخاص في ما يمكن وصفه بأنه محاولة حرفية لتكون أكثر قداسة مما أنت عليه.