عندما يواجه منتخب مصر ماتش مصيري هام تضغط جماهير الكرة علي المسؤولين من أجل تعيين أفضل مدير فني وأفضل طاقم معاون وأحسن الاعبين...تعالي نطبق هذه النظرية البسيطة علي الوضع في مصر: سياسيا: نحن في موقف سياسي خارجي وداخلي في منتهي الخطورة حتى انه يهدد كيان الدولة نفسها: خارجيا: نحن محاصرون باعداء واضحون للنظام الحاكم غربا من ليبيا وشرقا من غزة وجنوبا من السودان ناهيك عن المد الداعشي المعادي القادم من سوريا والعراق... وهذا موقف لم يسبق أن وضعت فيه الدولة المصرية من قبل في تاريخها الحديث... كنا دائما نستطيع أن نؤمن جبهات صديقة بحيث نتفرغ للجبهة التي بها توترا ما... وكانت معظم التوترات بينا وبين جيراننا توترات في اغلبها لاسباب سياسية وليست عقائدية كما هو الحال الآن داخليا: نحن في حالة اقتتال اهلي منذ سنتان ولا يبدو أن هذا الاقتتال في سبيله للانتهاء قريبا فالطرفان المتناحران العسكر والإخوان كلاهما مؤمن أن حياة كل طرف في موت الآخر وبالتالي ففرص المصالحة شبه خيالية والاقتتال بينهما علي جثة الوطن حامي الوطيس خاصا أنهما يعتقدا أنهما في معركة إلهية تساعدهما فيها الملائكة واحد باسم الدين والاخر باسم الوطن اقتصاديا الوضع العالمي والاقليمي والمحلي في منتهي الخطورة ايضا: عالميا: الاقتصاد العالمي دخل بالفعل في حالة انكماش واضحة علي أثر التباطؤ في اقتصاد الصين وتهاوي البورصات العالمية نتيجة ذلك حتي أن التقارير تقول ان 400 من أغنياء العالم قد خسروا 182 مليار دولار في أيام. ... لقد أصبح ركود التجارة العالمية حقيقة واقعة أمام أعين الخبراء دون جدال اقليميا: تأثر اقتصاد السعودية ودول الخليج تأثرا واضحا بانخفاض أسعار النفط ووصول برميل البترول الي 40 دولار بعد أن كان يباع ب100 دولار منذ أعوام قليلة وقد أدي هذا الي حدوث عجز في موازنة السعودية للمرة الأولي في تاريخها ناهيك عن دخول السعودية في سباق تسلح باهظ التكاليف من اجل مواجهة الخطر الإيراني واليمني والداعشي محليا: حدث ولا حرج عن الاقتصاد المصري المتهالك بعد 30 سنة من السرقة والنهب المنظم علي يد مبارك وأصدقائه ناهيك عن الأثر المباشر لما بعد ثورة 25 يناير علي السياحة والاستثمار الاجنبي المباشر والامر بالفعل يحتاج إلي معجزة اقتصادية علي غرار معجزة مارشال التي انتشلت ألمانيا من الجوع بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية.. معجزة يجب أن تتوافر لها الأفكار والخطط الاستراتيجية التي تعتمد علي العلم و تقبل النقد والرأي الاخر والشفافية قبل كل شئ وهي أشياء غير موجودة بالمرة لدي قيادتنا الحالية التي صرحت بعدم وجود خطط استراتيجية العديد من المرات وهو موضوع في الحقيقة في منتهي الغرابة!!!!...... كما تري يا عزيزي المصري افندي نحن في موقف زي موقف اللي ممسوك في خانة اليك في الطاولة أو اللي طار منه وزير في أول الدور في الشطرنج...اللي بيقعد علي القهاوي عارف كويس أن اللي بيتمسك في اليك أو بيطير له وزير لازم يكون حريف ومعلم علشان يخرج منها.... مش بس كده... لا ده كمان بيلم كل أصحابه الحريفة حواليه يساعدوه بالنصائح والتوجيهات علشان يعرف يخرج من المزنق ده... طيب احنا بقه وضعنا ايه وبنعمل ايه في الزنقة دي: احنا للأسف يقودنا رئيس يعتقد أنه مبعوث العناية الإلهية لحكم مصر بناءا عل أحلام ورؤية جائته في منامه منذ سنين طويلة.... يحكمنا نظام غير مؤمن لا بالعلم ولا بالتخطيط الاستراتيجي وصرح بذلك دون خجل العديد من المرات.... حتي عندما استطاع أن يقنع المصريين بتمويل مشروع كبير اختار مشروع ذو بريق إعلامي عظيم لكن بدون أي دراسة جدوي اقتصادية حقيقة... نحن امام مبارة مصيرية في السياسة والاقتصاد مبارة جائزتها الوطن نفسه ومن ثم فالواجب علينا وبمنتهي الصدق أن نواجه أنفسنا بأننا في حاجة الي dream team أو فريق أحلام يقود مصر:.... ناس عندها أفكار طازجة وقادرة علي التخطيط الإستراتيجي وقبل كل شئ مؤمنة بضرورة الشفافية واحترام الرأي والرأي الآخر وان العقل الجمعي هو الطريق للتقدم وليس المراوغة ودغدغة الجماهير بلغة العواطف..... فهل أي من هذه الصفات يتوافر في قيادتنا الحالية؟؟.... طيب انت ممسوك في اليك وطار منك وزير في أول الدور وانت نفسك مش حريف وأول مرة تلعب طاولة وشطرنج وكمان مافيش حواليك حريف واحد يساعدك وكل اللي حواليك زيك هواة وأول مرة يلعبوها. ... يبقه هتخرج من المزنق ده ازاي..... بالحلم ودعاء الست الوالدة!!!؟؟؟؟؟؟؟؟ مش نفوق بقه يا مصريين ؟؟؟؟