اليومين دول يومين عبده مشتاق ولعبده مشتاق معي حكاية لطيفة أحب أن أحكيها لك يا عزيزي المصرى أفندي..... حيث أن اختيار الوزراء في مصرنا المحروسة طول عمره مش مفهوم... ولا يعدوا أن يكون مجموعة من الصدف والأقدار السعيدة او التعيسة التي ترشح هذا أو ذلك للمنصب الرفيع... ما أن تستقيل الوزارة (أي وزارة) حتى ينشط عبد مشتاق في كل مكان مستخدمًا كل علاقاته الاجتماعية (وعلاقات المدام كمان) عارضًا نفسه ومواهبه وإمكاناته على كل من يتصور أن يكون له علاقة من بعيد أو قريب بمتخذ القرار. وحيث أن متخذ القرار يكون (في الظاهر) رئيس الوزراء المكلف.. ينشط عبده مشتاق المصري في البحث في شجرة عائلة الرجل ومعارفه وجيرانه في القاهرة والساحل والجونة والبلد اللي اتولد فيها كمان.... المهم أي حد يوصل لرئيس الوزراء المكلف اسمه وأنه يصلح للوزارة... وطالما أن الأمور سداح مداح والاختيار مش مفهوم أساسه وماحدش عارف أي حاجة فممكن تصدف ويصل الى الshort list وساعتها أي حاجة ممكن تحصل لأن الاختيار من الshort list يكون قائمًا على نظرية الاستبعاد... بمعنى استبعاد الأقل ولائًا واستبقاء الأكثر طاعةً والأقل مشاغبة... يعني من الآخر بنختار اللي نعرف نمشيه مش الأحسن... الحكاية اللي أنا عاوز أحكيها هي أنه شاء حظي أن يعرف بعض الزملاء علاقتي العائلية برئيس الوزراء المكلف... وفجأة تذكر الجميع (العبد لله) حتى صرت محور اهتمام مجموعة من المشتاقيين بطريقة لم أعهدها من قبل... وانهالت على محمول أخيكم تليفونات عجيبة:... هذا يرشح صديقًا وهذا يستبعد منافسًا... هذا يمدح وهذا يقدح.... حتى طبلت دماغي ووجعتني وداني من كتر الدوووو.... حاولت أن أتعامل مع الموضوع في بدايته ببساطة وكنت أرد على من يحادثني بالشكر أولًا لسؤاله وبالتأكيد على أن علاقتي بالسيد رئيس الوزراء المكلف لا تعدو أن تكون علاقة عائلية.... لكن اكتشفت مع كثرة المكالمات أن هذا الرد ما بياكلش أي عيش مع عبده مشتاق... وكانت المحادثات تدخل في جدل من نوعية: أنت قريبه ومن حقه عليك أنك تنصحه وتشور عليه.... الدين النصيحة وكاتم النصيحة مثل كاتم الشهادة.... وهكذا تنويعات على نغمة حق المسؤل عليّ بسبب قرابتي له في أن أنصحه أن يستوزر فلانًا وألا يستوزر علانًا....!!!! استمر الوضع هكذا والتليفونات لا تنقطع حتى تفتق ذهني عن حيلة شريرة كان لها مفعول السحر في منع الاتصالات نهائيًا.... هل تعرف ماذا فعلت يا عزيزي المصري أفندي؟؟؟؟ طلعت إشاعة أن قريبي رئيس الوزراء المكلف سوف يستوزرني شخصيًا وأنني أفكر في قبول المنصب....وبس.... من ساعتها اختفت التليفونات نهائيًا.... الغريب أنني فوجئت بعد ساعات قليلة من انقطاع التليفونات أنهم بدأوا يشنون حملة رهيبة عليّ وعلى قريبي رئيس الوزراء المكلف بدعوى أننا ناس بتوع وسايط ومحسوبية وما بنشلغش غير المعارف والقرايب...!!!! أخيرًا أحب أنصح كل عبده مشتاق أن يشاهد أول نصف ساعة من فلم (معالي الوزير) للراحل (أحمد ذكي) علشان كل اللي حصل فيه حقيقي وبيحصل حتى الآن في مصرنا المحروسة حتى بعد ثورتين...... مش نفوق بقه يا مصريين؟؟