كتب - أحمد نبيل الحاكم محمد كريم، الذي أعجب نابليون بونابرت بشجاعته، وأطلق سراحه من الأسر، وتظاهر بإكرامه، وأبقاه حاكمًا للإسكندرية، ولما أتم لأمكر القادة الفرنسيين الاستيلاء على الإسكندرية رأى أن يغادرها إلى القاهرة، وعين كليبر حاكمًا عسكريًا عليها، لكن «كريم» قاد حملته الشعبية ضد الاحتلال، حتى حكم عليه بالإعدام في ميدان القلعة رميًا بالرصاص، لتظل مقولته الأخيرة خالده، عندما عرض عليه أن يفتدي نفسه، قال: «إذا كان مقدورًا علىّ أن أموت فلن يعصمني من الموت أن أدفع الفدية، وإذا كان مقدورًا علىّ أن أعيش فعلام أدفعها؟». توفى محمد كريم في مثل هذا اليوم، بعدما كان حاكمًا لمدينة الإسكندرية، وكانت من مواقفه التي يذكر بها في التاريخ هو رفضه تسليم الإسكندرية لنابليون، قائد جيوش الحملة الفرنسية. ولد بحي الأنفوشي بالإسكندرية، وبدأ في أول حياته بمنصب صغير في الحكومة، لكن ما لبث أن لوحظ نشاطه، فرقي إلى رئاسة الديوان والجمرك بمنطقة الثغر بالإسكندرية، ثم أصبح حاكماً للمدينة، وكان يعد من المناضلين في مصر ضد الاحتلال الفرنسي. قاد المقاومة الشعبية المصرية ضد الفرنسيين، عندما وصلوا إلى الإسكندرية تحت قيادة نابليون، ويعتبر المصري الأول الذي واجه الأسطول الفرنسي عند وصوله الإسكندرية؛ فقد بدأ على الفور في العمل مع الصيادين والعمال فوق حصون الإسكندرية ليصد الفرنسيين عن مصر. وصمد مع رجاله رغم مدافع الفرنسيين، ولم يستسلم حتى عندما دمرت المدافع حصون الإسكندرية، إذ أنه بدأ معركة أخرى في شوارع الإسكندرية ومداخلها لمقاومة زحف الفرنسيين إلى الداخل، حتى اعتقل، وحمل إلى نابليون الذي حاول إغراءه وكسبه إلى جانبه، وذلك بأن أطلق سراحه ورد إليه سيفه، لكنه رغم ذلك عاد إلى تغذية حركات المقاومة، ومن ذلك أنه لجأ إلى الصحراء لإعداد المجاهدين وإرسالهم إلى صفوف المقاومة. كما قاد حركة واسعة في سبيل المقاومة السلمية، حين حاول نائب نابليون الجنرال كليبر احتلال دمنهور. ثم اعتقله هذه المرة كليبر، وحبسه في إحدى البوارج الراسية في أبو قير، ثم أرسله إلى نابليون بالقاهرة ليرى فيه رأيه فحوكم محاكمة صورية، وقُضِيَ بإعدامه.