على الرغم من زيادة حالات الخطف وطلب فدية مقابل عودة الضحايا المختطفة إلى ذويهم لتصبح ظاهرة عامة فى مصر عقب أحداث الثورة واستغلال حالات الانفلات الأمنى فى المحافظات، فإن ظروف الاختفاء فى محافظة بنى سويف تختلف تماما، كونها تتسم بالعصبية القبلية والخلفيات المتباينة فى العائلات تجعل من الظاهرة أكثر حدة وعصبية. رغم توقف حالات اختفاء الفتيات لبعض الوقت فإنها لم تغب عن الأذهان حيث يكتشف الأهالى فى كل مرة أن الظاهرة واقعية وتحدث على فترات متقطعة بروايات جديدة وأسباب مختلفة، حيث تنوعت عمليات الاختفاء ما بين الغياب القسرى والخروج بإرادة الفتاة، ورغم اختلاف الديانات والأعمار والمؤهلات والمستوى المادى والعلمى للفتاة، فإن أسباب الغياب واحدة «مادية أو عاطفية»، حيث إن عددا كبيرا من الفتيات يخرجن ويعدن بعد فترة وفى الغالب لا يتم الإعلان عن أسباب حقيقية وراء وقائع الاختطاف التى غالبا ما تكون بغرض سرقة المشغولات الذهبية وأخرى تتم مساومة أهل الضحية بعد التهديد والوعيد مقابل عملية تحرير الضحية، وفى كل مرة تتعدد الروايات حول أسباب الخطف وحول الواقعة، حيث يعيش أهل الفتاة حالة من الثورة والانتقام من الجانى ومن الفتاة لحظة خروجها، لكن سرعان ما تتبدد الآلام والمخاوف بالعثور عليها، ورغم خروج الفتاة للتعليم والوظائف الكبرى فى محافظات الصعيد، فإنه لا يزال خروج الفتاة من المنزل دون أسباب مقنعة للأسرة خطا أحمر. كان لغز خطف سيدة زوجة بواب من وسط فرح إحدى فتيات عائلتها قضية شغلت الرأى العام، فكان الآلاف من قرية طما فيوم التابعة لمركز إهناسيا ببنى سويف قد اعتصموا منذ عدة أيام، وقاموا بقطع الطريق الزراعى الواصل بين بنى سويف والفيوم وقاموا بإشعال إطارات السيارات، كما قاموا بمنع سيارات نقل البترول من العبور لشركات البترول المتاخمة للقرية وطالبوا بعودة سيدة القرية المختفية منذ 60 يوما بعد اتهامهم قوات الأمن بالتقاعس فى العثور عليها، وقام م.ج، زوج السيدة المختفية بالإبلاغ عن اختفائها منذ بداية الشهر الماضى ولم يتم العثور عليها من قبل الشرطة واكتشف رجال المباحث أن من قام بخطفها أحد أقاربها وقام بقتلها بسبب شكه فى علاقة غير مشروعة بين أحد الشبان وقريبته. أما عن أقوى حالات الخطف تأثيرا فى نفوس طلبة وشباب بنى سويف، فهى اختطاف جامعية بكلية الصيدلة من قبل مجموعة من البلطجية من أمام جامعة النهضة، وطلبوا فدية 300 ألف جنيه من أهلها بأسيوط، وشهدت الجامعة حالة من السخط والخوف بين الطلاب والأهالى خوفا على أنفسهم وذويهم بعد العثور على الطالبة مذبوحة فى الزراعات، دون سرقتها، وألقى عديد من الطلاب بالمسئوولية على الجامعة التى سمحت بخروج الطالبة فى ساعة متأخرة من المدينة الجامعية واستطاعت الشرطة القبض أيضا على مختطفيها. كما تشهد كنيسة مارجرجس بالواسطى ببنى سويف استمرار حالة الوجود الأمنى أمام الكنيسة منذ نحو شهر، وذلك بسبب اختفاء فتاة منذ ما يقارب الشهر، بعد أن اتهم أهلها شابا قبطيا أنه وراء اختفائها من خلال علاقة صداقة بفتاة قبطية، وأثبتت التحريات أن اتصالات هاتفية جرت بين الفتاة وأسرتها أخبرت خلالها الفتاة أسرتها قبل يومين من اختفائها، وأنه جار تحديد مكان الفتاة، حيث فرضت تشكيلات الأمن المركزى كردونا أمنيا حول قسم شرطة الواسطى، ومحيط كنيسة الواسطى، ومسجد التحرير، تحسبا لحدوث وقفات احتجاجية أو أعمال عنف، بعد اتهام أقباط بالتورط فى اختفاء الفتاة.