فجأة ودون سابق إنذار مع مطلع أبريل عام 2014 وجدت نفسي عضوًا في القسم الرياضي بجريدة «التحرير»، القسم الذي كنت أعرف معظم أفراده لتعاملي معهم في بعض المشاريع الأخرى خارج الجريدة، لكنني لم أكن أعرف طبيعته ولا خصوصيته ولا أهميته داخل الجريدة. القسم الرياضي ب«التحرير» كان من الآخر القسم الملوكي اللي ماحدش بيقدر ييجي جنبه، اللي كل طلباته مُجابة، القسم اللي كان بيقلب الجرنال بمواضيعه وأفكاره وعناوينه وتغطياته، «اللي فات ده كان أيام إبراهيم عيسى» القسم اللي كان بيتجمع عنده كل أفراد الجرنال لما بيكون فيه ماتش للأهلي أو الزمالك، القسم اللي كل شوية ييجي حد يسأله: هوّ صلاح هيلعب إمتى؟ ماتش برشلونة الساعة كام؟ طب هو الأهلي جاب مين؟ طب الماتش الجاي للزمالك إمتى؟ بدايتي في القسم كانت من بوابة الموقع الإلكترونى، ولكن لبعض الظروف في الجريدة التي أدت إلى انفصال الموقع عن المطبوع، قررت البقاء داخل القسم وعدم العودة إلى الموقع والاكتفاء بالمشاركة في النسخة المطبوعة فقط، وبدأ دور جديد لي وهو تغطية أخبار أندية الجيش والداخلية والنصر، لكن طبعا عشان هما مش الأهلي والزمالك، كان نادرا ما ينشر ما أكتبه عن تلك الفرق، إلى أن جاءت الانفراجة الكبيرة مطلع العام الجاري، حين تم إسناد مهمة تغطية أخبار النادي الأهلي لي بجانب زميلي أحمد أبو طالب «من أفضل الناس اللي بتغطى الأهلي في مصر لكنه تنك شوية.. شويتين.. لا قول كتير» لكن للأمانة وقف بجانبي وساعدني في الوجود داخل النادي بشكل مستمر وبناء مصادر لي تساعدني في العمل. في القسم الرياضي ب«التحرير» شفت كتير، شفت ريسنا شادي عيسى بتحليلاته الرائعة وآرائه في الكورة اللي كانت بتعجبني، شفت الأستاذ أحمدعويس، اللي ماكانش بيحب يزعّل حد ولا يخصم لحد وكلنا زيتنا في دقيقنا، شفت أحمد أبو طالب، التنك بتاع القسم لكنه كان أجدع خلق الله، شفت محمد صلاح «أخويا وصاحبي وكابتني» بشغله وعطفه وتلطيفه، شفت عبد الحميد الشربيني، طيب القلب اللي بعون الله يقدر يعمل جورنال 20 صفحة لوحده، شفت محمد مهدي اللي ضارب الدنيا بالشلوت ومنفض لكل حاجة سلطان زمانه، شفت أحمد عبد اللطيف بفذلكته في كل شىء، شفت بهاء الدرمللي، المواطن الطيب الغلبان اللي بيحب يمشى جنب الحيط، شفت بسام أبو بكر العشوائي اللي كنا نادرًا ما بنشوفه في الجورنال رغم إنه كان شربات القسم بخفة دمه، شفت محمد مطاوع حبيب المستشار، شفت حسين حمدي، العالمي اللي كنا دايما رايحين جايين مع بعض، شفت عمرو عزت «بيجوفيتش»، النجم بتقليده الرائع للمعلقين، شفت محمد خالد، ذبذوب الجيل. في نهاية تجربة «التحرير» هنتحرم من حاجات كتير، أولها إن الزمالك ماكانش بيكسب لو أنا موجود فىي الجريدة ومكلف بتغطية المباراة، لدرجة جعلت شادي عيسى يقوللي:« يا حسين اليوم اللي يكون في ماتش للزمالك خده أجازة ومش هاخصمه من رصيدك».. هاتحرم من اتصال كل يوم لأبوطالب الصبح أبلغه بالشغل اللي هاكتبه في مواضيع الأهلي، فيرد ويقوللي: «شغل عادي مافيهوش جديد وكمية الإحباط اللي كان بيصدرهالي رغم إنه عارف إنى جايب شغل كويس، لكنه كان بيحب يحفزني أكتر.. هاتحرم من النزول أنا وحسين حمدي عشان نجيب فطار من «على كيفك».. هاتحرم من (السوبيا) اللي كنا بنجيبها أنا والمصور الجدع سامح أبو حسن وإحنا رايحين نغطي مباريات الأهلي، هاتحرم من ضحكة أحمد رمضان المصور الجدع برضو، حاجات كتير كان نفسي أكتبها بس عايزة جريدة بحالها. وداعًا جريدتنا التي جمعتنا.. وداعًا القسم الرياضي الذي شهد أيامًا كثيرة تألقنا فيها.. وداعًا للتجربة التي أثَّرت في مسيرتي المهنية.