رفضت ولاية نيويوركالأمريكية طلبًا روسيًا بنقل رفات الموسيقار الروسي الراحل سيرجي رحمانينوف، إلى بلده الأصلي، روسيا، وهو الطلب الذي قالت وسائل إعلام أمريكية إن وراءه محاولة من جانب حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتأجيج المشاعر الوطنية باسترداد رفات رحمانينوف من الولاياتالمتحدة. يُشار إلى أن رحمانينوف واحد من أعظم الموسيقيين وعازفي البيانو في القرن العشرين، وغادر روسيا في أعقاب الثورة البلشفية وعاش في أوروبا والولاياتالمتحدة قبل أن يتوفى جراء إصابته بالسرطان، في بيفرلي هيلز، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية. وعلى رغم قضائه عقودًا في الخارج وحصوله على الجنسية الأمريكية قبيل وفاته في العام 1943، إلا أن أعمال رحمانينوف كانت غارقة في الثقافة الروسية والحنين إلى بلاده، روسيا، ولهذا تعتبره روسيا اليوم ملكًا لهًا. وقال وزير الثقافة الروسي، فلاديمير مدينسكي، مؤخرًا، إن الناس في الولاياتالمتحدة يعتبرون رحمانينوف أمريكيًا، و"هم مخطئون في هذا"، وطالب بإعادة رفاته.
وقال مدينسكي، وهو من أشد الداعمين للرئيس بوتين، إن "العبقري الروسي العظيم سيرجي رحمانينوف يتم تقديمه الآن في الغرب بطريقة خاطئة تمامًا، إذا نظرتم إلى المواقع الأمريكية وقرأتم النسخة الأمريكية من ويكيبيديا، فستعلمون أن سيرجي رحمانينوف ملحن أمريكي عظيم من أصل روسي". وأشار وزير الثقافة إلى أن قبر رحمانينوف في ولاية نيويورك – والذي يضم كذلك رفاة زوجته وابنته، يتعرض للإهمال. وكان رحمانينوف اضطر إلى الفرار من بلاده، روسيا، في أواخر 1917، بعد أن تعرض بيته للنهب في ظل حالة الاضطرابات الثورية في البلاد. وكان ينظر إليه خلال الحقبة السوفيتية على أنه "خائن" لأنه غادر روسيا في 1931، ووقع على خطاب يدين السلطات السوفيتية، وهذا الرغم من تبرعه بأموال بعد ذلك لدعم الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية. ويذكر أن أسرة رحمانينوف رفضت من جانبها الطلب الروسي بإعادة رفاته إلى روسيا، مستشهدة بوصيته بدفنه في الولاياتالمتحدة ليبقى إلى جانب زوجته وابنته.