طابية كوسا باشا أو المغارة كما يلقبها أهالي وسكان منطقة أبو قير شرق الإسكندرية، تحولت من حصن حصين لحماية أبو قير إلى مكان منسى سقط عمدا من ذاكرة وزارة الأثار المصرية والحكومات المتعاقبة على مصر، بناها محمد على باشا عام 1807 لتكون حصنا منيعا لصد العدوان الفرنسي وكانت تشبه قلعة قايتباي في بحري، إلا أن الإهمال والتسيب المسيطران عليها جعلاها عبارة عن بقايا أثر. ورفض الدكتور زاهي حواس، أمين المجلس الأعلى للأثار الأسبق، إدراج طابية كوسا باشا ضمن الأماكن التي يتم ترميمها من قبل الآثار دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء رفضه. فى الطريق إلى طابية "كوسا باشا" تنتابك حالة من الحزن الشديد بسبب ما آلت إليه الأوضاع تجاه أقدم طابية أثرية في الإسكندرية، بداية من وسيلة المواصلات إلى الطابية وهي "التوكتوك" ونهاية بالأسر التي تقطن فى الطابية دون تدخل من الدولة أو المحافظة تجاههم. في البداية، أكد حسن الغمري، أحد سكان أبو قير ل"التحرير"، أن طابية كوسا باشا معروفة لدى الأهالي بأنها المغارة، وتتحول ليلاً إلى مكان لتعاطي المخدرات والخمور وسط غياب أمني تام من الشرطة، مضيفًا، أن الوضع في أبوقير مزري ولا يرضي أحدًا، لافتًا إلى أن الدكتور أحمد نظيف، رئيس وزراء مصر الأسبق، سبق وزار المكان منذ عدة سنوات وصرح بأن أبو قير ستدخل ضمن منظومة التطوير والتحديث وسيتم إدراجها ضمن الأماكن الأثرية، إلا أن ما يحدث على أرض الواقع يؤكد أن طابية كوسا باشا وأبو قير بشكل عام قد سقطت من حسابات الحكومة. وأضاف محمود السيد، من سكان شارع الجيش، أن طابية كوسا باشا تضم عدد من المدافع الأثرية المعروفة بمدافع أرمسترونج ولكنها فى قبضة الأهالي القاطنين فى الطابية، والبالغ عددهم 17 أسرة يقطنون باعتبار أن الطابية مأوى لهم بعدما تركتهم الحكومة دون توفير مساكن لهم. عدسة "التحرير" رصدت طابية كوسا باشا بعد أن أحاطها الإهمال، وانتشرت بداخلها القمامة وأصبحت مكان آيل للسقوط.