قال الكاتب الأمريكي آرون ديفيد ميلر، إن خطر الإرهاب يحدق بأمريكا اليوم أكثر من أي وقت مضى، سواء كان وافدًا من الخارج أو نابعًا من الداخل. وأضاف- في مقال نشرته "وول ستريت جورنال" أمس الإثنين - أن أمريكا ليست الآن آمنة على الإطلاق في الحرب الطويلة على الإرهاب، ولكن ربما هي أكثر أمنا من الهجمات من نوعية هجمة الحادي عشر من سبتمبر، التي لم تتعرض أمريكا لشبيهة لها منذ 14 عاما. ورصد ميلر تقارير إعلامية تؤكد ارتفاع وتيرة الإرهاب عالميا؛ ذلك أن عام 2002 شهد مقتل 725 شخصا جراء هجمات إرهابية على مستوى العالم، فيما سجل عام 2010 سقوط 13 ألف قتيل، بينما سجل العام الماضي سقوط أكثر من 32 ألف قتيل للسبب ذاته، كما أن عدد الهجمات شهد ارتفاعا دراماتيكيا من 9آلاف و700 عام 2013، إلى أكثر من 13 ألف العام الماضي، لكن نحو نسبة 63% من مجموع الهجمات وقعت في ست دول فقط هي العراق وباكستان وأفغانستان والهند ونيجيريا وسوريا. وعلى الصعيد الداخلي رأى ميلر أن الإرهاب المحلي على أيدي عناصر لا تمّت بصلة للجهاديين، بات يمثل تهديدا لا يقل خطرا عن الإرهاب القادم من الخارج؛ فابتداء من يوم الثاني عشر من سبتمبر عام 2001، تضاعف عدد ضحايا الإرهاب الأمريكيين على أيدي هجمات نفذها أفراد متطرفون لا ينتمون إلى أي من القاعدة أو "داعش". ورأى ميلر أن عمليات إطلاق النار الجماعي في أمريكا، كتلك التي شهدتها مسارح ولايات تينيسي ولويزيانا وكولورادو، أو شهدتها مدارس على غرار ما حدث في مدرسة ابتدائية بمدينة "نيو تاون" بولاية كونيكتيكت، وفي المعهد التقني لولاية فيرجينيا، ومدرسة كولومباين العليا بولاية كولورادو - جميع هذه العمليات تثبت أن نوع العنف الداخلي الأمريكي ينطوي على أخطار تفوق تلك المترتبة على العنف القادم من الخارج. وتساءل هل بإمكان أمريكا الانتصار في الحرب على الإرهاب؟ وأجاب ميلر على تساؤله قائلا إن تدابير أمريكا، المتمثلة في تقديم الدعم للحلفاء في مواجهة داعش والقاعدة، كفيلة بإضعاف قدرات تلك التنظيمات الإرهابية بحيث يتعذر عليها تنفيذ هجمات ضخمة ضد الأراضي الأمريكية .. لكن أمثال تلك التدابير لن تقضي بشكل نهائي على قوى الإرهاب. وأوضح أن هذه الغاية تتطلب وجود حكومات وظيفية واستيعابية في كل من العراق وسوريا وغيرهما.. وعلى الصعيد الداخلي الأمريكي، يتعين العمل على المستويات القومية والمحلية داخل كل ولاية لاستباق الأحداث والحيلولة دون تنفيذ الهجمات الإرهابية التي يضطلع بها أفراد. وتابع: "لكن ينبغي علينا الأخذ في الحسبان أن الإرهاب قد يستمر؛ سواء في خارج أو داخل أمريكا المترامية الأطراف والزاخرة بالكثيرين من المغتربين والمحزونين والمختلين المعرضين للسقوط في براثن ذوي الأيديولوجيات المتطرفة في ظل سهولة الحصول على أسلحة". واختتم ميلر بالقول إن أيا مما تقدم ليس مدعاة للذعر أو الانخراط في مغامرات عسكرية غير مدروسة خارجيا، لكن الحقيقة غير المريحة هي أننا نخوض حربا طويلة ضد الإرهاب، وعلينا أن نتعلم كيف نتعايش مع هذا الواقع.