مثله كمثل معظم المناطق الأثرية والحضارية الهامة في مصر، نال الإهمال من منزل المعماري حسن فتحي، بمنطقة القرنة غرب الأقصر, لتقضي المياه الجوفية على حلم حسن فتحي في إنشاء قرية نموذجية ذات طابع معماري مصري خالص. ويقول أحمد الجمل, أحد الأهالي, إن قرية المعماري حسن فتحي تتعرض بكاملها للدمار في ظل تجاهل مسئولي المحافظة لها, وتهدم معظم أجزاء القرية وفي مقدمتها منزل المعماري حسن فتحي, ومنطقة السوق أو الخان. وذكر الجمل: صدر قرار بإغلاق مسجد القرية منذ عام 2009, إلا أن الأهالي حتى الآن يحرصون على أداء الصلاة بداخله, أما مسرح القرية فمغلق منذ سنوات بعيدة دون اكتراث من مسئولي الثقافة في مصر. وأضاف أن السبب في انهيار أجزاء كبيرة من القرية يرجع إلى خروج المياه الجوفية دون وجود أي عوامل مقاومة من جانب سلطات المدينة بسحب تلك المياه, وهذا ما تسبب في تلف جزء كبير من بيت المعماري والذي كان يحرص على الإقامة به حتى بعد الانتهاء من إقامة القرية. وأشار إلى أنه على الرغم من أن القرية تخضع لرعاية منظمة اليونسكو الدولية لحماية التراث العالمي إلا أن الأهالي اضطروا لبناء منازل خراسانية بسبب تهدم منازلهم لعدم وجود شبكات صرف صحي واعتماد الأهالي على البيارات والتي عادة ما تعاني "الطفح" بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية مما أثر على البنية الأساسية لمنازلهم. يذكر أن المعماري حسن فتحي، ولد عام 1900, وأحد أبرع الفنانين المصريين الذين حرصوا على إحياء التراث المعماري المصري وتطبيقه من خلال إقامة تحف معمارية, مستخدمًا الطراز الريفي والنوبي المبني من الطوب اللبن وتعد قريته بالقرنة والتي أقامها 1948, وأطلق عليها "عمارة الفقراء" من أبزر أعماله.