أكد سفير ألمانيا لدي مصر ميشائيل بوك دعم بلاده لمصر فى بناء مجتمع ديمقراطي، مشيرا إلى أن هذا الطريق صعب ووعر ولم ينته بعد. وقال بوك في مؤتمر صحفي عقده بعد ظهر اليوم الثلاثاء بمقر السفارة الألمانية بالقاهرة «إن رجال الأعمال والمستثمرين الألمان مستمرون في استثماراتهم بمصر ولم يقوموا بسحب أموالهم، مشيرا إلى أن المستثمرين الألمان أعلنوا التزامهم بتوفير 2000 فرصة عمل جديدة في الفترة المقبلة، والتي من المتوقع أن ترفع إلي 5 ألاف فرصة عمل بعد ذلك، موضحا أن فرص العمل تتضمن أيضا توفير تدريب للمصريين وتأهيلهم وتأمين مستوي اجتماعي لهم. وأضاف أنه وقع منذ عدة أيام عدة اتفاقيات مع فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي والتخطيط تتعهد ألمانيا بمقتضاها بتمويل عدد من المشروعات في مجالات المياه والصرف الصحي والطاقة الجديدة والمتجددة والتعليم الفني بقيمة تبلغ 90 مليون يورو، وذلك في إطار الشراكة الفنية الألمانية. وأوضح بوك أن وزير الخارجية محمد عمرو اتفق منذ خمسة أسابيع مع وزير خارجية ألمانيا جيدو فسترفيلا علي سبل تعزيز التعاون بين البلدين في إطار ما يسمي بإعلان برلين الذي يؤكد علي الشراكة الألمانية مع مصر من أجل التحول الديمقراطي. ونوه إلى تعهد ألمانيا بمبادلة ديون مصرية بما قيمته 240 مليون يورو، وذلك فى أول تعهد فعلي لمصر بعد ثورة 25 يناير، كما تقرر توفير معمل علي درجة عالية من الفنية لمصلحة الطب الشرعي في إطار إعلان برلين الذي يستهدف تحسين العمل الشرطي في مصر. وأشار بوك إلى أنه من المقرر أن يلتقى اليوم مع منصور العيسوي وزير الداخلية لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي، ووضع جهاز الشرطة بعد ثورة 25 يناير، وسبل إعادة الثقة بين المواطنين والشرطة، فضلا عن مقابلة أبو النجا لتبادل الآراء بشأن الأوضاع في مصر في الفترة المقبلة، نافيا نية ألمانيا بتوريد أسلحة لوزارة الداخلية.
وعن الانتخابات التشريعية والرئاسية في مصر، قال ميشائيل بوك سفير ألمانيا لدي مصر إن الاتحاد الأوروبي وألمانيا عرضا علي الجانب المصري تقديم المساعدة الفنية لإجراء العملية الانتخابية ومراقبة الانتخابات، مشيرا إلى أن الجانب المصري قبل المساعدة، بينما اتخذ موقفا مختلفا حيال المراقبة. وأكد أن الحكومة المصرية أكدت أنها تمتلك القدرة علي إجراء الانتخابات، وأن السلطة القضائية تقوم بمراقبة سير العملية الانتخابية والتحقيق في المخالفات التي قد تشوبها. وأضاف أن بلاده بعد ثورة 25 يناير أعلنت استعدادها لتقديم أي مساعدة لمصر بدون إلحاح أو تدخل، مشيرا إلي أن المساعدة الفنية تتضمن توفير أجهزة كمبيوتر والجوانب اللوجستية، خاصة أن عملية الانتخابات تعد أكثر تعقيدا عن إجراء الاستفتاء. وأشاد بوك برجال القانون المصري الذين يمتلكون القدرة علي وضع التشريعات والقوانين في مصر بالرغم من عملهم في ظل نظام مبارك لمدة 30 عاما، مما يجعل مصر ليس بلدا ناميا بالمعني المتعارف عليه. وردا علي سؤال حول تفعيل قانون الطوارئ في مصر، أوضح بوك أنه سمع تقارير بعد أحداث السفارة الإسرائيلية بتفعيل قانون الطوارئ، ولكنه ليكون أكثر حسما لا يعتبر أن شيء قد حدث ما لم يعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة عنه، مشيرا إلى أن ألمانيا عبرت قبل ذلك عن قلقها من قانون الطوارئ، كما أعربت عن تطلعها بإنهاء حالة الطوارئ في مصر وإحالة المتهمين أمام القضاء العادي وليس القضاء العسكري. وحول التوتر بين مصر وإسرائيل في الفترة الماضية وإمكانية تعديل اتفاقية كامب ديفيد، قال بوك «إن الحكومة الألمانية عبرت عن قلقها الشديد من الأحداث الأخيرة التي تؤكد علي وقوع أخطاء جسيمة من الجانبين حيث وقع الهجوم الإسرائيلي علي الحدود المصرية، والتي نتج عنها مقتل بعض قوات الأمن المصري، بينما قام بعض المواطنين المصريين باقتحام السفارة الإسرائيلية». وشدد علي ضرورة أن يظهر الجانبين المصري والألماني قدرا من الإحساس بالمسئولية مما يساعد علي التعاون بينهما فيما يتعلق بالسياسات الأمنية، مشيرا إلي أن ما فهمه من تصريحات الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء أنه يرغب في تعديل بعض التفاصيل فيما يتعلق بإعادة انتشار القوات المصرية في سيناء.
وأكد ميشائيل بوك سفير ألمانيا لدي مصر أن السياحة في مصر بدأت تعود للانتعاش من جديد حيث قامت الشركات الألمانية بإبرام عقود، وذلك نظرا لأن مصر تعد مقصدا سياحيا متميزا بشواطئها وآثارها التي تشكل بعدا ثقافيا هاما للسائحين الألمان.وأعرب عن سعادته بالتقدم الذي أحرز في التعاون في مجال الآثار حيث تمت الموافقة علي جميع طلبات الحفر في الفترة الماضية. وردا علي سؤال حول التقدم بطلب لقبول عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، أوضح بوك أن المسئولين في الحكومة الألمانية وعلي رأسهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ووزير الخارجية جيدو فسترفيلا عقدا لقاءات مكثفة في الفترة الماضية لبحث إمكانية التوصل إلي حل لهذه المشكلة. وأوضح أن ألمانيا لم تحدد موقفها بعد لأنها تنتظر النص الذي سيقدمه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلي الأممالمتحدة. وأكد بوك علي أهمية أن تنجح أوروبا في اتخاذ موقف موحد تجاه الطلب بعضوية فلسطين في الأممالمتحدة لأنه ليس من مصلحة أحد أن يحدث انقسام داخل الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع لأن إضعاف صوت أوروبا سيؤثر علي الفلسطينيين، معربا عن أمله ألا يؤدي هذا الطلب إلي اندلاع العنف في المنطقة. وقال «إن اللجوء للأمم المتحدة لن يكون مناسبا لحل القضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتى تشمل القدسالشرقية والحدود وقضية اللاجئين والمستوطنات والأمن للطرفين، مؤكدا أن كل هذه القضايا لن يتم حلها إلا عن طريق المفاوضات».
وأضاف ميشائيل بوك سفير ألمانيا لدي مصر أن قرار الأممالمتحدة يمكن أن يضع الأسس والمعايير التى تجري من خلالها المفاوضات من أجل التوصل إلي نتائج في إطار سقف زمني محدد، وهو التصور الذي يعكف علي وضعه حاليا الخبراء في نيويورك. ونوه بوك إلي أن الاتصالات مستمرة بين وزيري خارجية البلدين حول هذا الموضوع ومع الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، مبديا تفهمه لكلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي اللذان لهما التزامات داخلية، متمنيا التوصل إلي حل يرضي جميع الأطراف. وحول قيام الطبيب الألماني المعالج للرئيس السابق حسنى مبارك بزيارة مصر، قال بوك «إنه لا يعلم شيء حول هذا الموضوع، ولكن من حق الطبيب الألماني أن يزور مريضه طالما يتحمل الرئيس السابق مبارك تكاليفه». وردا علي سؤال حول المشاركة الألمانية في جهود إعادة الإعمار بالدول العربية بعد ثورات الربيع العربي، أشار بوك إلي أن الشركات الألمانية تسعي إلي تمويل إقامة مشروعات بنية تحتية في ليبيا وفي دول أخري مثل اليمن، مؤكدا أن مصر لن تحتاج لمثل هذه المشروعات لأن البنية التحتية فيها لم تتأثر بسبب الثورة. كما أشار إلى أن دول مجموعة الثمانية قررت في اجتماعها الأخير تخصيص 38 مليار دولار لمشروعات إعادة الإعمار بالمنطقة العربية.