الهند 3 آلاف قتيل وباكستان 1300 في ثلاث أيام سجلت 49 درجة مئوية "أكثر من 4300 قتيل" ليست هي حصيلة قتلى إحدى الحروب أو الكوارث المفجعة التي تهز مشاعر العالم، ولكنها حصيلة قتلى الهندوباكستان في أسوأ موجة حر تجتاح دول جنوب آسيا خلال ثلاث عقود. الهند، الواقعة في جنوب أكبر قارات العالم، فقدت أكثر من 3000 من أبنائها بسبب ارتفاع درجات الحراة، وذلك خلال ثلاثة شهور تقريبا بداية من شهر إبريل وحتى شهر يونيو الماضي. والهند ليست الدولة الوحيدة في جنوب آسيا التي اجتاحتها موجات حر شديدة أدت إلى مقتل الآلاف، فهناك باكستان أيضا التي كلفتها الحرارة أكثر من 1300 قتيل في ثلاثة أيام ارتفعت فيهم درجات الحرارة لتصل إلى 49 درجة مئوية خلال شهر يونيو الماضي، وهي أسوأ موجة حر تجتاح البلاد خلال ثلاثة عقود. في الهند، تركزت أعداد القتلى جراء ارتفاع درجات الحرارة في ولاية أندرا برديش في جنوب شرق الهند وولاية تيلانجانا بوسط البلاد، وأوديشا في الشرق. وسجلت أعلى درجات حرارة في مدينة خامام، التابعة لولاية أندرا برديش، إذ وصلت فيها إلى 48 درجة مئوية في شهر مايو الماضي، ووصل عدد القتلى في الولاية إلى 1719 شخصا. أما في باكستان، فكانت العاصمة كراتشي التي يتجاوز عدد سكانها العشرين مليون نسمة هي أكثر المدن تضررا، إذ توفي فيها حولي 748 شخص، و ذلك بسبب تعطل إمكانية إسعاف المتضررين مع الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي، الذي أدى بدوره إلى بطء التزود بالماء. وسجلت أعلى درجة حرارة في منطقة توربات حيث وصلت إلى 49 درجة مئوية. وتشابهت أسباب الوفاة المباشر لهذا العدد الكبير الذي كان أغلبه من الفقراء، في كلا من الهندوباكستان، فكان أغلبها ناتج عن ضعف الإمكانيات في أغلب المناطق، وانقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 14 ساعة يوميا مع انعدام مصادر المياه الصالحة للشرب بسبب أزمة الطاقة. وحذّرت الهيئات الطبية في كلا من الهندوباكستان من أن المستشفيات تواجه أعدادا كبيرة من ضحايا موجة الحر الشديد، لاسيما بين الأطفال وكبار السن. كما حذرت السلطات المواطنين من التعرض للشمس ونصحت بالبقاء في المنازل، حتى أصبحت الشوارع في بعض الأحيان خالية تماما من المارة، كما أعلنت حالة الطوارئ في جميع أنجاء باكستان. وواجهت المستشفيات في العاصمة الهنديةنيودلهي صعوبات شديدة في التعامل مع الأعداد الكبيرة من المصابين، الذين يشكون الآلام الناتجة عن ضربة الشمس وأوجاع في الرأس والدوار، كما تظهر عليهم أيضا علامات الهذيان، والجفاف الحاد. اعترف العلماء في باكستانوالهند بأن ارتفاع درجات الحرارة يمثل عاملا واحدا فقط في موجات الحر التي تضربها، بينما هناك عوامل وأسباب أخرى لم تحدد بعد. وقال العلماء إن انخفاض الضغط الجوي، والرطوبة العالية، والغياب غير المعتاد للرياح، عوامل تجعل الحرارة لا تطاق، لكنهم لا يعرفون لماذا سادت تلك الظروف في هذا الوقت من العام، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وتعتبر هذه الموجة من أسوأ موجات الحرارة التي شهدها العالم، فكانت موجات الحر الثلاث الأكثر فتكا في العالم في أوروبا على مدى الإثني عشر عاما الماضية، وفقا لقاعدة بيانات الكوارث الدولية في مركز بحوث أوبئة الكوارث في بروكسل، حيث لقي أكثر من 70 ألف شخص مصرعهم في عام 2003 في أوروبا، في حين توفي أكثر من 55 ألف آخرين في روسيا في عام 2010، ومات حوالي 3500 في أوروبا في عام 2006.