تعرضت وزارة العدل ومقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة التركية انقرة الثلاثاء لهجوم بقنابل بدائية وقاذفة لهب، وذلك قبل أيام من هدنة متوقعة مع المقاتلين الأكراد. وقال مصور لرويترز إن الهجوم حطم نوافذ الطابق السابع من مبنى حزب العدالة والتنمية الذي يوجد فيه مكتب لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وانفجرت شحنتان ناسفتان خارج مبنى وزارة العدل الذي يبعد بضعة كيلومترات. وقال وزير الداخلية معمر جولر في مؤتمر صحفي عقد على عجل «أصابت عبوة ناسفة أطلقت من قاذفة لهب الجزء الخارجي من غرفة اجتماعات في الطابق السابع من مقر حزب العدالة والتنمية الساعة 20.45 مساء تقريبا 1845 بتوقيت جرينتش تحطمت عدة نوافذ في هذا الطابق. وفي اليوم ذاته الساعة 2100 مساء تقريبا. ألقيت قنبلتان يدويتان على ساحة الانتظار في وزارة العدل وأصيب مواطن بجروح طفيفة وخرج من المستشفى بعد تلقي العلاج. وصرح جولر بأن أردوغان الذي غادر تركيا في وقت سابق يوم الثلاثاء في زيارة رسمية للدنمرك أحيط علما بالهجمات. وقال حسين جيليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية «تظهر أحدث واقعة تأهب جماعات أخرى غير مشروعة للمؤامرات التي دبرتها جماعة ارجنكون في الماضي لإحداث اضطرابات لإخراجنا عن مسارنا. سنتوصل لمن وراء هذه الهجمات». واتهمت جماعة ارجكنون بأنها السبب الرئيسي وراء العنف السياسي مثل القتل خارج نطاق القضاء والتفجيرات التي عانت تركيا منها خلال السنوات القليلة الماضية في تجسيد لقوى غير ديمقراطية يقول اردوغان إنه يسعى للقضاء عليها. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها لكن فيما مضى نفذ مقاتلون أكراد وجماعات يسارية متطرفة ومتشددون إسلاميون وقوميون متطرفون هجمات في تركيا. ووقعت انفجارات يوم الثلاثاء قبل يومين من وقف محتمل لإطلاق النار دعا إليه زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان الذي يجري محادثات مع مسؤولي الدولة لمحاولة إنهاء الصراع المستمر منذ نحو 30 عاما والذي أسفر عن سقوط نحو 40 ألف قتيل. وستكون الدعوة إلى وقف إطلاق النار التي من المتوقع أن تتزامن مع السنة الكردية الجديدة يوم الخميس خطوة كبرى فيما يمكن أن يصبح أكثر المحاولات جدية حتى الآن لإنهاء الصراع في تركيا مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وتعتبر الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وكذلك انقرة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية وتعاني تركيا من هذا الصراع منذ عشرات السنين وهناك قوى على كلا الجانبين تعارض التوصل إلى حل. ويجري ضباط في المخابرات وساسة أكراد محادثات مع أوجلان منذ أكتوبر في سجنه الواقع في جزيرة قبالة اسطنبول حيث ظل محتجزا منذ عام 1999 في محاولة للتوصل إلى اتفاق سلام. ويناصب الكثير من الأتراك أوجلان العداء ويحمله الكثير منهم مسؤولية هذا العدد الكبير من القتلى بسبب الصراع وربما تؤدي مثل هذه الاتصالات إلى إغضاب المؤسسة المحافظة والقوميين في تركيا. وفي بيان من زنزانته نقله سياسي كردي قال أوجلان إنه سيقوم بدعوة «تاريخية» يوم الخميس مما أثار توقعات كبيرة بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وتم التوصل إلى هدنات مماثلة سابقة لكنها كانت تفشل في نهاية الأمر. وكان حزب العمال الكردستاني يطالب في بداية الأمر بالاستقلال الكامل لدولة كردية في جنوب شرق تركيا لكنه عدل من أهدافه ليطالب بحكم ذاتي سياسي وثقافي أوسع نطاقا. وقدم اردوغان عددا من التنازلات فيما يتعلق بالحقوق الثقافية واللغوية في إطار مساعيه للتوصل إلى تسوية.