إسلام الشاذلى ومحمد عودة أمراض القطاع الصحي لا تنفك تؤلم الحكومة، فما أن انتهى رئيس الوزراء إبراهيم محلب من محطة جولات مكوكية على عدد من المستشفيات تفاجأ خلالها بتهالك منظومة الصحة حتى دشن عدد من الأطباء حملة إعلانات للمستشفيات تسوق الإهمال والتردي بها من خلال صفحات "فيسبوك". غير أن حالات الفصل والإحالة إلى التحقيق التي اتخذها محلب تجاه عدد من مدراء المستشفيات ربما لم يسمع عنها مسؤولون آخرون في نفس المنظومة، ليستمر سير الإهمال الطبي دون تباطؤ متخذا همة عالية في مشوار آلام المواطنين. البحث عن مستشفى ويبدو أن القطاع الصحى بمحافظة الشرقية، يحتاج إلى ترميم وإحلال وتجديد مرة أخرى بعدما وصلت إلى درجة إهمال كبيرة تحتاج إلى تدخل من الرئيس عبد الفتاح السيسى، شخصيا بعدما فاض كيل المواطن البسيط من إهمال المسؤولين. ولا يتوقف صدى آلام «غلابة المستشفيات الحكومية» بالشرقية، إذ استغاثت فتاة تدعى سارة أمام قسم الطوارئ بمستشفى الأحرار في مدينة الزقازيق من اضطرابات في القلب، لكن صوتها وصل إلى سمع المسؤولين متأخرا حتى تمكنت من الدخول. لكن الحادثة الأخيرة قبل دخول "الأحرار" لا تعبر بحال عن رحلة المعاناة الوحيدة التي يواجهها المريض في المستشفى الحديث بالمنظومة الصحية - افتتح عام 2006- إذ أنها أصبحت مأوى للقطط والكلاب والحشرات الطائرة فضلا عن انتشار القمامة والنفايات الخطرة أمام المرضى على الرغم من أنها من أكبر مستشفيات محافظة الشرقية. يقول محمد فتحى، أحد المرضى، إن المستشفى تعتبر من أكبر وأفضل مستشفيات محافظة الشرقية ولكنها مهملة من قبل الدولة وتعانى كثيرا، مشيرا إلى أنها لا تحتوى على أجهزة أو أسرة أو علاج أو أطباء لمعالجة المرضى لكنها تحتوى على حشرات وقطط وغيرها. ولفت المريض إلى أن كل مكان فى المستشفى يعانى من الإهمال واللامبالاة كما أن الأسقف مهشمة ودورات المياه تحتاج إلى إحلال وتجديد، بالإضافة إلى تعطيل الأجهزة الحساسة والمهمة إلى جانب تردى مستوى النظافة وتلوث فروشات الأسرة، حسب قوله. رصيف نمرة... ومن الأحرار بالزقازيق إلى مستشفى الحميات بمدينة فاقوس لا تشعر بفارق كبير، وتسرد نيفين مجدى، إحدى المرضى، معاناتها قائلة إن العاملين بالمستشفيات ليس لهم أى ذنب مشيرة إلى ان وزارة الصحة لم تكن على قدر من المسؤولية لعلاج المرضى. وأضافت نيفين أن المرضى وذويهم يزدحمون داخل المستشفيات دون رقيب أو حسيب، مطالبة بالرقابة على الأطباء والممرضات والعاملين فى القطاع الصحى، لكنها تخوفت من أن يكون مصير الشكاوى "الحبس فى أدراج المسؤولين" لأن الحميات يشهد كمية من البلاغات قدمت أمام المسؤولين. ووصفت حال المستشفى ب"التدهور الكامل، حيث لاتوجد أجهزة لمعاجلة المرضى، إضافة إلى انتشار القمامة فى كل مكان بالإضافة إلى دورات المياه المتهالكة والتي لا تصلح للاستخدام الآدمى، والطفح المستمر للصرف الصحى داخل المستشفى". ولم يكن هذا الوصف آخر ما قالته نيفين إذ أتبعت: "أما الحشرات والروائح الكريهة فتنتشر في كل مكان، إلى جانب استمرار مسلسل علاج المرضى على أرصفة المستشفى بعد ازدحامها". * * * * * * * * * * * *