تفقد وزير الآثار، ممدوح الدماطي، اليوم الأربعاء، عددًا من المواقع الأثرية بعزبة خيرالله بزهراء مصر القديمة وهي جبخانة محمد علي، وقباب السبع بنات، وقناطر مياه بن طولون. وأكد الدماطي أن منطقة عزبة خيرالله تحوي العديد من المواقع الأثرية التي تعاني الإهمال وأشكال التعديات المختلفة نظرًا لوقوعها في منطقة عشوائية وغياب الوعي والدعاية الكافية لهذه المواقع. وأضاف وزير الآثار أنه سيتم على الفور البدء في إعداد خطة لإعادة توظيف تلك المواقع وإقامة فعاليات ثقافية وأنشطة خدمية يمكن أن تعود بالنفع على الأهالي وتصبح نواة لتنمية المنطقة بأكملها، وذلك نظرًا لصعوبة تحويلها إلى مزار سياحي إسلامي بسبب وجود العشوائيات وصعوبة وصول السياح إليها. ومن جانبها، قالت نشوى جابر، مدير عام المكتب الفني بوزارة الآثار، إنه سيتم إقامة حفل خيري لأهالي المنطقة بالتعاون مع وزارة التطوير الحضري والعشوائيات وذلك ضمن مشروع تطويرها. وأشارت جابر إلى أن الوزير وجه تعليماته بضرورة إزالة المخلفات الموجودة بجوار المواقع الأثرية، كما شدد على التنسيق مع محافظة القاهرة لإزالة كافة التعديات الموجودة بمنطقة قناطر ابن طولون. ومن جهته، قال أحمد مطاوع مدير إدارة تطوير المواقع الأثرية، إن الوزير شدد على ضرورة تواجد المفتشين بالمواقع الأثرية بالمنطقة ومحاسبة أي شخص يثبت تقصيره في أداء مهام عمله. ولفت مطاوع إلى أهمية المباني الأثرية الموجودة بالمنطقة حيث أن "جبخانة محمد علي" مسجلة في عداد الآثار الإسلامية، وقد أنشأها محمد علي في 1245 ه /1829 م وكانت تستخدم لتخزين السلاح والعتاد والذخيرة، وهي عبارة عن مبنى ضخم ويبلغ طولها 180مترًا وعرضها 115 مترًا، ويتوسطه فناء واسع بما يسمح بإقامة الفعاليات الثقافية لأهالي منطقة عزبة خيرالله. وأضاف أن قباب “السبع بنات” تقع في شمال العزبة وتعود للعصر الفاطمي ومحاطة بسور، وقد أصدر الوزير تعليماته باستكمال بناءه لحمايتها من التعديات. وأشار مطاوع إلى أن قناطر مياه بن طولون تقع في الجنوب الشرقي للقرية حيث تناصفها البساتين في القناطر واسمها في الوقت الحالي "بئرأم السلطان" وهي منشأة مائية مهمة في عصر بن طولون قام بتنفيذها مهندس قبطي آنذاك اسمه سعيد بن كاتب الفرغاني، وكان الغرض منها جلب الماء إلى مدينة القطائع التي قد أنشأها آنذاك. ولم يتبق منها سوى برج مهدم عبارة عن كتلة مشيدة بالطوب الأحمر وتحتوي على بئر وبجانبيها حجرتان يتوسطهم قبو وقد وصل امتدادها في عصر بن طولون حتى القطائع حيث السور الشبيه لسور مجرى العيون وهي أكثر الآثار خطورة في المنطقة وأكثرها تهديدًا بسبب كثرة القمامة حولها، حسب قوله.