لم يفلح مرسى فى استعادة الأمن وتحسين أحوال المرور.. وهما قضيتان ضمن خمس قضايا وعد منذ انتخابه بتحقيق إنجاز فيها خلال المئة اليوم الأول.. وقد مرت المئة يوم ولم يحدث أى شىء فى هاتين القضيتين، الأمن والمرور، فضلا عن القضايا الأخرى.. فقد زاد الأمر تعقيدا وسوءًا إلى مدى خطير جدًا. كما مرت المئة يوم الثانية ولم يحدث أى تقدم وإنما عودة إلى الخلف كثيرًا.. فأصبح المواطن يعانى من غياب الأمن. وأصبح السلاح فى كل مكان.. وزادت عمليات السطو. وزادت عمليات السرقة. وزادت الحوادث الجنائية. والشرطة غائبة عن الشارع تمامًا.. وحتى فى الأقسام لا يعملون.. لكن زاد عنفهم مع المواطنين.. وعادوا إلى ممارسة العنف والتعذيب الممنهج والقبض العشوائى والقتل خصوصًا مع النشطاء المعارضين للنظام الحالى. وتحولت الشرطة من خدمة الشعب إلى خدمة مرسى وجماعته بفضل وزير الداخلية الذى جرى اختياره بعناية من الإخوان.. ليكون جنرالهم وسفاحهم الذى يعيد الداخلية إلى عهدها القديم أيام العادلى فى ظل نظم مبارك.. وكأن ثورة لم تقم ضد الداخلية.. وكأن نظام مبارك استُبدل به فقط نظام الإخوان! وقد وجد غطاء مرسى وجماعته للشرطة.. فى تحريك نفسيات ضباط يتعاملون مع الشعب على أنه مجموعة من البلطجية.. فوجدوا فرصة للانتقام من الشعب الذى كشفهم فى جمعة الغضب 28 يناير حين مارسوا خيانة حقيقية لهذا الوطن بانسحابهم وتعمد الانفلات الأمنى وإطلاق المسجلين خطرًا على المواطنين. وهم يستمرون فى الانفلات الأمنى، ولا يفعلون شيئًا سوى تعقب الناشطين المعارضين لمحمد مرسى وإخوانه.. وعادوا إلى سيرتهم الأولى.. كأنهم لم يحدث لهم شىء.. وأن ما كانوا يفعلونه هو خطة متعمدة لإرهاب المواطنين الذين خرجوا للثورة على النظام والشرطة التى تحولت إلى أداة للنظام فى التعذيب والقتل وإهدار كرامة المواطنين. وعادوا بقوة وأكثر عنفا بعد أن زادت مرتباتهم ومخصصاتهم وسياراتهم. عادوا لممارسة البلطجة برعاية إخوانية.. وعادوا بعد أن استورد لهم النظام شحنات من قنابل الغاز المدمر.. عادوا لمطاردة النشطاء والمتظاهرين.. عادوا لسحل المتظاهرين.. عادوا للقبض العشوائى والتعذيب الممنهج فى أماكن الاحتجاز.. عادوا لممارسة الجريمة الكاملة، وعلى الهواء مباشرة. عادوا لحماية محمد مرسى وجماعته وأبنائه ولو تعرضوا للامتهان والسب كما جرى من ابن محمد مرسى لأحد ضباط حماية منزلهم فى الزقازيق الذى قال له: «إنت ماتعرفش أنا ابن مين؟1 أنا هاقعّدك جنب امّك».. ولم يفعلوا شيئًا.. لأنهم ماعندهمش دم. هكذا رأيناهم يقتلون النشطاء بعد اعتقالهم وتعذيبهم! وهكذا رأينا رصاصهم يصطاد المعارضين لنظامهم الجديد وولى نعمتهم الذى أعادهم إلى عنفهم وممارسة القهر على الناس. ويسحلون المواطنين. ويدهسون بالمدرعات. هذه هى شرطة مرسى وجماعته. الشعب يريد الخلاص.