لم تتعلم وزارة الداخلية وقياداتها ووزيرها مما جرى فى يوم 28 يناير 2011. لم يتعلموا من انهيار قوات الشرطة على يد حبيب العادلى ومساعديه ورؤسائه فى القصر الرئاسى من عائلة مبارك. لم يتعلموا أن الشعب خرج من أجل الحرية.. فلم يعد يهمه قنابل مسيلة للدموع أو رصاص الخرطوش أو الرصاص الحى. فقد فاق الشعب ويطالب بحقه وحريته.. وأسقط حسنى مبارك ووزير داخليته.. وظهرت الشرطة على حقيقتها فى خدمتها النظام لا من أجل الشعب. وعاقبت الشرطة وقيادات الداخلية الشعب فى ثورة 25 يناير على خروجهم على الحكم وإسقاطهم النظام.. فوضعوا البلاد فى انفلات أمنى. وتكاسلت الشرطة فى مهام عملها. وأصبح الشارع يعانى من غياب الشرطة.. فى الوقت الذى يصر ضباط الشرطة على التقاعس.. والتكاسل وعقاب المواطنين الذين خرجوا ضد نظام مبارك والعادلى.. ومعتقلات الداخلية وسجونها وتعذيبها الممنهج فى أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز.. وإهدار كرامة المصريين على أيديهم. وكان أحد المطالب الرئيسية بعد ثورة 25 يناير إعادة هيكلة الشرطة. وتقدمت قوى سياسية وخبراء بمشروعات كثيرة ومهمة ومبادرات من أجل إصلاح جهاز الشرطة وإعادة هيكلته. ولكنّ لم يحدث شىء. وجرت حرب ضروس للإبقاء على الشرطة كما هى. ورفض جنرالات المجلس العسكرى إصلاح جهاز الشرطة وإعادة هيكلته. وعلى الرغم من مطالب جماعة الإخوان وقياداتها بإعادة هيكلته وصدعونا بذلك فى أيام مجلس الشعب «المنحل».. فإنهم استكانوا إلى الواقع وتخلصوا من ضباط بأعينهم.. واتفقوا مع الداخلية ووزيرها الجديد أن تكون الشرطة فى خدمة الإخوان لا فى خدمة الشعب. وهكذا كان العنف الذى مارسته الشرطة عبر الأيام الماضية -وما زالت- ضد المتظاهرين وإطلاقها قنابل مسيلة للدموع.. والرصاص الخرطوش بل والرصاص الحى.. ليسقط شهداء جدد فى معظم محافظات مصر. ولم يتعلموا من دروس ثورة 25 يناير.. وكأنهم حصلوا على وعود بعدم محاكمتهم من محمد مرسى وجماعته كما جرى فى محاكمات ضباط الشرطة فى قتل المتظاهرين فى أحداث ثورة 25 يناير 2011. وأصبح شعار الشرطة.. العنف فى خدمة الإخوان. ويحدث ذلك فى الوقت الذى ما زالت الشرطة غائبة عن الشارع. فالسلاح فى البلد منتشر. .. السرقة منتشرة. حالات الخطف كثيرة. المخالفات فى كل الأماكن فى المبانى واحتلال الشوارع.. ولا توجد شرطة. أعمال البلطجة منتشرة.. والشرطة لا تتحرك. إشغالات الشوارع.. وحدث ولا حرج عنها وفى كل الأماكن والأحياء والمحافظات.. وسيطرة الباعة الجائلين على الساحات.. والشرطة غائبة تمامًا. فما زال الانفلات الأمنى مسيطرًا على الشارع ولا تتحرك الشرطة. لكن ما زالوا على عنفهم.. واستعادوا قوتهم فى ضرب المتظاهرين. واستعادوا القنابل المسيلة للدموع والخرطوش والرصاص الحى. والبركة فى وزير داخلية الإخوان. إنهم فى حالة انفلات.. إهمال فى أمن الوطن والمواطن. لكنهم فى خدمة الإخوان وضرب المتظاهرين.