مؤتمر عالمى للطرق الصوفية، يعقد لأول مرة فى الشرق الأوسط، خلال أيام، شعاره «التصوف منهج أصيل للإصلاح». شيخ مشايخ الطرق الصوفية، الدكتور عبد الهادى القصبى، قال إن الهدف من عقد المؤتمر هو بيان دواعى الإصلاح خلال المرحلة الراهنة من تاريخ الأمة. فى حين أعلن عديد من مشايخ الطرق الصوفية مقاطعته، بل وشككوا فى نياته. القصبى قال ل«التحرير» إن المؤتمر الذى سيقام فى قاعة مؤتمرات «جامعة الأزهر» له أهمية كبرى، خصوصا فى ظل الأجواء المتوترة بين القوى الإسلامية والليبرالية والعلمانية. مشيرا إلى أن مشايخ الطرق، ذوى النفوذ الحقيقى والجماهيرى «رفضوا الاندماج مع تلك التيارات، التى سعت إلى استغلال المتصوفة، فى صراعاتها السياسية مع التيارات الإسلامية الأخرى، كالسلفية والإخوان». المؤتمر سيحضره بعض علماء التصوف، الذين عارضوا ثورات شعوبهم. لكن القصبى يفرّق بين حضورهم كعلماء دين، وكونهم مواطنين لهم حقوق وواجبات، موضحا أن هناك لغطا مثارا حول توقيت المؤتمر، بزعم أنه يقدم «خدمات» للتوجهات الأمريكية فى المنطقة، نافيا فى الوقت ذاته، ربط إقامته ب«وثيقة الأزهر» التى رفضها عدد كبير من رموز الصوفية فى مصر. كثير من مشايخ الطرق الصوفية أعلنوا عن مقاطعتهم المؤتمر، منهم رئيس المجلس الصوفى العالمى محمد الشهاوى، شيخ الطريقة «الشهاوية»، الذى وصف المؤتمر بعدم وضوح رؤاه، والشبهات تحوم حوله، وأضاف «قد يكون المؤتمر ممولا من المنظمات الخارجية». وقال الشهاوى ل«التحرير» إن الجهة التى دعت إلى المؤتمر هى جمعية «رائد العشيرة المحمدية» وأضاف «هى جمعية ليس لها أى حيثيات، كى توجه دعوة لمثل هذا الحدث، غير أنها غير تابعة للمجلس الأعلى للطرق الصوفية». معتبرا أن الجمعية «استغلت اسم مؤسسة عريقة، الأزهر الشريف، وشيخه الدكتور أحمد الطيب، وأعلنت أن المؤتمر تحت رعايته». وأبدى الشهاوى اعتراضه على مشاركة علماء، قال إن مواقفهم «غير مشرفة تجاه ثورات شعوبهم، مما يؤدى إلى استفزاز مشاعر الكثيرين». شيخ «الطريقة الرفاعية» طارق الرفاعى، أبدى استياءه من إقامة مؤتمرات، تحت لواء الطرق الصوفية، وقال إنه لا يعرف الجهة الداعية للمؤتمر، موضحا أنه سيلتقى شيخ الأزهر «لإثنائه عن رعايته المؤتمر». وأضاف الرفاعى أن المشيخة العامة للطرق الصوفية «هى الجهة الرسمية الوحيدة المنوط بها التحدث باسم التصوف».