بعد أيام متواصلة من الاشتباكات العنيفة والدامية بين الأمن والمتظاهرين في محيط ميدان التحرير وكورنيش النيل والشوارع المؤدية إلى وزارة الداخلية، عاد الهدوء النسبي إلى الميدان اليوم الثلاثاء، وتوقفت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وكانت آخر المشاهد المشتعلة في الميدان قيام المتظاهرون بإضرام النيران في مدرعتين تابعتين للشرطة واختطاف عميد امن مركزي وتسليمه إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، وقيام ملثمون باقتحام فندق سميراميس المتواجد في محيط الاشتباكات ومحاولة فاشلة لسرقة محتوياته. وكانت الشرطة قد قامت بإلقاء القبض على مجهولين ملثمين، قاموا باقتحام فندق سميراميس انتر كونتينتال وحاولوا الاستيلاء على ماكينة الصرف المتواجدة داخل مقر لفندق. وكان عدد من الملثمين اقتحموا الفندق بالأسلحة البيضاء والنارية في محاولة لسرقة الفندق وكابينة الصرف في أوقات متأخرة مساء أمس الاثنين، لكن عدد من المتظاهرين لاحقوهم داخل الفندق فيما قامت قوة من العمليات الخاصة بالأمن المركزي بعملية اقتحام الفندق وألقت القبض على المجرمين وتم ترحيلهم إلى نيابة قصر النيل. وأكد أحد شباب البلاك بلوك في تصريحات ل«التحرير» أن المجموعة ليست متورطة في عملية اقتحام الفنددق كما تردد على بعض المواقع الإخبارية، مشيرا إلى أن البلاك بلوك هدفهم الرئيسي هو حماية المتظاهرين من اعمال العنف التي تجري بحقهم وليس الهدف هو اقتحام الممتلكات العامة والخاصة وإثارة العنف والشغب. وسمح المتظاهرون والمعتصمون في الميدان بفتح بعض مداخل الميدان بشكل جزئي أمام حركة السيارات من اتجاه كوبري قصر النيل وشارع التحرير، فيما قام عدد من المعتصمين بالإضافة إلى عمال النظافة التابعين لمحافظة القاهرة بتنظيف ميدان التحرير المتراكمة به آثار قنابل الغاز التي أمطرتها قوات الشرطة على المتظاهرين. ومنع المتظاهرون بعض الصبية من القيام برشق قوات الشرطة المتمركزة عند السفارة الأمريكية والسفارة البريطانية بالحجارة، تحسبا لتجدد الاشتباكات مرة أخرى.