لليوم الثانى على التوالى، واصلت البورصة المصرية أمس نزيف الخسائر، متأثرة بالأحداث الدامية فى عدد من المحافظات، فضلا عن التأثير السيئ لخطاب التهديد والوعيد للرئيس محمد مرسى أول من أمس، وإعلانه فرض الطوارئ وحظر التجوال فى مدن القناة. رأس المال السوقى (قيمة الأسهم المقيدة بالبورصة) تراجع بنحو 4 مليارات جنيه، بنهاية جلسة أمس، مسجلا نحو 375 مليار جنيه، فى مقابل نحو 379 مليار جنيه خلال جلسة أول من أمس (الأحد)، فى الوقت نفسه تراجعت مؤشرات البورصة بشكل جماعى، لينخفض المؤشر الرئيسى «إى جى إكس 30» بمقدار 1.4%، أما مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة «إى جى إكس 70»، فتراجع بنحو 2.2%، بينما انخفض المؤشر الأوسع نطاقا «إى جى إكس 100» بنحو بلغ 1.4%. التراجع الجماعى للمؤشرات دفع اللون الأحمر للاستحواذ على شاشات التداول، لتنخفض أسعار أسهم نحو 120 شركة، بينما نجت أسهم 18 شركة فقط من التراجع. بيانات التداول أشارت إلى أن التراجع جاء مدفوعا بمبيعات الأجانب التى بلغت نحو 11.2 مليون جنيه فى مقابل مشتريات للمصريين والعرب سجلت نحو 6 ملايين جنيه و5.2 مليون جنيه على التوالى. ومن جانبه، قال المحلل المالى، صلاح حيدر، إن السوق المصرية يسودها القلق بشدة، نتيجة للتوتر السياسى فى الشارع المصرى، مما جعله فى حاجة دائمة إلى رسائل طمأنة لدعم نفسية المتعاملين الذين انتظروا تلك الرسائل فى خطاب الرئيس مرسى مساء أول من أمس، ولم يجدوها، بل استشفوا مزيدا من العنف الأمنى تجاه الأحداث. حيدر شدد على أن المستثمرين الأجانب أنفسهم، الذى اعتادوا اقتناص الفرص فى مثل تلك الظروف والدخول لشراء الأسهم بأثمان زهيدة، تحولوا خلال تعاملات أمس من الشراء للبيع بعد خطاب الرئيس، خوفا من مزيد من العنف والدماء، لافتا إلى ما اتسمت به أحجام التداول والسيولة من تراجع حاد خلال تعاملات أمس بسبب توترات الأحداث. من جانب آخر، استقرت أسعار الصرف أمس عند مستوياتها التى سجلتها خلال أول تعاملات الأسبوع، حيث قال بلال خليل، نائب رئيس الشعبة العامة للصرافة، إن سعر الدولار أمام الجنيه ثبت عند نحو 669 قرشا فى تعاملات ما بين البنوك وشركات الصرافة، ليصل السعر النهائى إلى 675 قرشا بعد إضافة الرسوم. فى حين دفعت توقعات العملاء ومستخدمى العملة الصعبة بتواصل أحداث العنف المستمرة فى بعض محافظات الجمهورية منذ الخميس الماضى إلى تخزين مبالغ من الدولار الأسبوع الماضى، مما أدى إلى انخفاض معدلات الطلب على مدار اليومين الماضين، وظهور مخاوف بحدوث مضاربات على الجنيه، تخفض من قيمته، مثلما حدث فى فترة ما بعد تنحى مبارك، وفقا لنائب رئيس الشعبة العامة للصرافة، الذى ربط استقرار سعر الدولار أمس دون ارتفاع بعطاءات البنك المركزى لطرح الدولار للبيع، حيث قال إن يوم العطاء يرتفع الدولار أمام الجنيه نظرا لارتفاع الطلب، أما اليوم الذى يمتنع فيه العطاء فيتراجع الطلب نسبيا، نتيجة لتوفر العملة فى السابق عليه. بينما رصدت «التحرير» تباين أسعار الدولار داخل مكاتب الصرافة، حيث تراوحت بين 675 قرشا و687 قرشا. كما تباين كذلك تفاعل مكاتب الصرافة مع أحداث العنف الدائرة فى القاهرة ما بين الإغلاق أو فتح أبواب المكاتب على استحياء، بينما شدد آخرون على الوجود الأمنى على مكاتبهم وشركاتهم.