فيما يبدو أنه محاولة مبكرة لتقديم دور جديد للسياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، قال السيناتور الأمريكي جون كيري، مرشح الرئيس باراك أوباما لتولي منصب وزير الخارجية، إن شباب ميدان التحرير الذين قاموا بالثورة التي أطاحت بثلاثين عاما من الحكم الديكتاتوري للرئيس السابق حسني مبارك، لم يكونوا يمثلون حركة دينية، مؤكدا على ضرورة أن تؤكد الولاياتالمتحدة على دور جديد في العالم بحسب قوله، وهو ما يمكن يمثل رسالة ضمنية إلى قوى الإسلام السياسي التي استأثرت بالسلطة في مصر وتونس. وقال كيري في جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الخميس لتأكيد ترشيحه لقيادة الدبلوماسية الأمريكية خلفا للوزيرة هيلاري كلينتون، إن بائع الفاكهة المتجول في تونس الذي أشعل الصحوة العربية كان يريد الكرامة والاحترام. كان يريد أن يبيع فاكهته من دون أن يعاني من الفساد والإهانة. وشباب ميدان التحرير الذين جلبوا لمصر ثورتها كانوا يمثلون عطش جيل نحو الفرصة والحقوق في المشاركة الفردية في الحكم، ولم يكونوا يمثلون حركة دينية. وأضاف، يمكن للعالم المتقدم أن يقوم بالمزيد ليكون على قدر التحديات والمسؤولية التي تتطلبها تلك التطلعات. وبمساعد كل أعضاء هذه اللجنة، لدى تصميم على مساعدة الرئيس أوباما على أن يكون على قدر تلك اللحظة. وتأتي تصريحات وزير الخارجية الجديد في وقت تواجه الولاياتالمتحدة فيه انتقادات بأنها تغض الطرف عن ممارسات يعتبرها كثير من المراقبين «غير ديمقراطية» من جانب جماعة الإخوان المسلمين، التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي. وقال كيري: أشارك الرئيس (أوباما) اقتناعه بأن من الضروري العاجل أن نؤكد على دور جديد في عالم يزيد فيه عدد الدول الفاشلة أو التي في طريقها إلى الفشل. وتابع أن الشباب الصاعد والجائع لفرص العمل والحقوق الفردية والحرية يثور ضد سنوات من التهميش والإذلال. من جهة أخرى، أكد كيري عزم الولاياتالمتحدة على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وقال في هذا الصدد إن سياسة الولاياتالمتحدة ليست الاحتواء بل المنع. وقال إن الرئيس أوباما أكد أنه يفضل حلا دبلوماسيا، وسأبذل كل جهد ممكن لنجاح هذا الحل، لكنه أشار إلى إمكانية اللجوء للقوة بقوله إنه لا يجب أن يسيء أحد فهم تصميمنا على الحد من التهديد النووي.