النصب والاحتيال ليس لهما حدود.. رفض الأزهر الشريف صكوك بيع مصر وقال إنها تخالف شرع الله وتضر بمصالح الوطن.. فماذا فعلت حكومة الإخوان؟! قالوا إن الصكوك التى كانت «إسلامية» لم تعد كذلك!! ثم أعلنوا فى مشروعهم الجديد القديم أن الصكوك ستخضع لرقابة هيئة شرعية خاصة يختارونها بمزاجهم، ثم جاؤوا ب«افتكاسة» جديدة تقول إن هذه الهيئة «الشرعية!!» ستضم غير المصريين.. يعنى سيُترك لغير المصريين حق الفتوى فى بيع أصول مصر، أو عرضها للإيجار أو رهنها عند السادة أصحاب الصكوك التى كانت إسلامية من باب الاتجار بالدين، وتخلت عن إسلامها على أيدى النصابين الذين يتحكمون فى مصر الوطن، ولا يفرقون بين الاتجار فى العملة، والاتجار فى مؤسسات الدولة أو رهنها لدى الأجانب!! موقف الأزهر الشريف دفاعًا عن الدين والوطن ليس جديدا، كان الأزهر على الدوام حصن دفاع عن الإسلام الوسطى وقلعة تجتمع فيها كلمة الأمة عندما يتعرض استقلالها للخطر. لن ينسى الفاشيون الجدد أن الأزهر الشريف ظل حتى الآن مستعصيا عليهم. معركة «صكوك بيع مصر» تقول إن الأزهر صامد، ولكنها تقول إن علينا جميعا أن ننتبه إلى أن أحد أهم المعارك التى ينبغى على القوى الوطنية أن تخوضها.. هى معركة حماية الأزهر الشريف من الفاشيين الجدد الذين لن يتوانوا عن استخدام كل أسلحتهم للسيطرة على الأزهر لا قدر الله، ولإخضاعه لفكرهم المريض، واستخدامه فى مخططاتهم للهيمنة على مصر مستخدمين الإسلام البرىء من كل ما يرتكبون من جرائم فى حق الدين.. والوطن. لن ينسى الفاشيون الجدد أن الأزهر الشريف ما زال حائط صد يمنع نيران تطرفهم وجهالتهم أن تحرق الوطن. لن ينسوا رفض الأزهر لمسعاهم لإقامة دولة دينية يرفضها صحيح الدين. ولن ينسوا كيف تبنى الأزهر جهود القوى الوطنية للحفاظ على الحريات وفى مقدمتها حرية الرأى والإبداع فى وثيقة تاريخية، وأنه انحاز إلى حقوق المرأة التى كرَّمها الإسلام كما لم تعرف البشرية.. بينما كان الفاشيون الجدد «يناضلون» -وما زالوا- من أجل عودة عصر الجوارى، ويعتبرون زواج الأطفال جهادا فى سبيل الله! ولن ينسى الفاشيون الجدد أنهم فى الوقت الذى كانوا يصدرون فيه فتاوى تحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم، وينشرون فكرهم المريض لزرع الفتنة فى أرض الوطن، كان الأزهر يضمد الجراح، وينشر رسالة المحبة، ويؤكد أن ما بين أبناء الوطن (مسلمين ومسيحيين) أكبر من هذه السفاهة التى تتصادم مع الدين وتخرج على الوطنية. لن ينسى الفاشيون الجدد معركتهم مع الأزهر الشريف. ولكن المهم أن لا تنسى القوى الوطنية أن حماية الأزهر من قوى الانحطاط والتخلف والإرهاب هى فريضة وطنية لا ينبغى التهاون فيها أبدا. إنهم يحاصرون الأزهر الشريف استعدادا لاقتحامه، ويحتلون وزارة الأوقاف ويمضون فى «أخونة» المنابر والسيطرة على المساجد، وهم يطلقون القنوات الفضائية التى تنشر التعصب والجهالة، ويشنون الحملات على علماء الأزهر الشريف لأنهم يرفضون مجاراتهم فى التطرف والإرهاب. لقد رأينا قبل ذلك بعض السفالات فى حق الأزهر الشريف وعلمائه الأفاضل، لكن ما ينبغى توقعه أكبر بكثير. الحملة على الأزهر ستشتد بلا شك بعد موقفه الوطنى الرافض لصكوك بيع مصر. حماية الأزهر من حملات المتطرفين والفاشيين الجدد واجب وطنى ودينى. الحفاظ على هذه المؤسسة بعيدا عن التطرف والجهالة قضية لا تحتمل المساومة. لا أعرف لماذا يتأخر حتى الآن إطلاق القناة التليفزيونية الخاصة بالأزهر لتحمل صوت الإسلام الحقيقى باعتداله ووسطيته. إذا كان نقص المال هو السبب فلنفتح الاكتتاب الشعبى من أجل هذا المشروع الذى لن يتأخر أحد فى المساهمة فيه. قناة الأزهر التليفزيونية مطلوبة الآن ودون تأخير لتنير الطريق أمام الملايين بالعلم الصحيح والفهم القويم لدين الله. حرام وألف حرام أن تتوارى اجتهادات علمائنا الكبار من محمد عبده إلى شلتوت والغزالى، ومن يتبعهم وسار على نهجهم فى الاجتهاد الصحيح، لتحاصرنا هذه الأصوات القبيحة التى تملأ شاشات قنوات التطرف، التى تحيل النصابين إلى دعاة، وتعطى حق الفتوى لمن لم يكملوا تعليمهم!!حرام وألف حرام أن نجد رعاة «الصرف الصحى الإسلامى» يسمّمون عقول الناس، بينما صوت الأزهر الشريف ما زال محاصرا، وهو يخوض أشرف المعارك دفاعا عن الدين.. وعن الوطن!!