لليوم الرابع على التوالي، استمرت المواجهة بين الجيش الجزائري والمسلحين التابعين لتنظيم القاعدة الذين قاموا باختطاف أكثر من عدد كبير من الرهائن الأجانب داخل منشأة «عين أميناس» للغاز بالجزائر، ردا على العملية العسكرية الفرنسية في مالي المجاورة. أخر التطورات الميدانية، كان ما قالته وكالة الأنباء الجزائرية إن القوات الخاصة شنت أمس السبت هجوما نهائيا على الإسلاميين الذين يحتجزون رهائن أجانب في وحدة للغاز في الصحراء الجزائرية؛ مما أسفر عن مقتل 11 من المقاتلين الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة، والرهائن ال7. كانت وكالة أنباء موريتانية خاصة قد نقلت مساء الجمعة عن مصادر في الجماعة الإسلامية أن هذه المجموعة بقيادة عبد الرحمن النيجري لا تزال تحتجز 7 رهائن غربيين. في حين قالت رويتزر إنه تم الإفراج عن 16 رهينة بينهم أمريكيين وألمانيين وبرتغالي. كما قالت شركة سوناطراك الجزائرية للنفط والغاز إن الجيش الجزائري يزيل ألغام زرعها مقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة في وحدة الغاز الرئيسية بالموقع. الأرقام المتضاربة، والغموض كانا السمتين الأبرز على العملية الجزائرية، حيث نقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر أمني قوله إن الجيش لا يزال يسعى للوصول إلى حل سلمي قبل تحييد الجماعة الإرهابية المتحصنة داخل المنشأة وتحرير الرهائن الذين ما زالوا محتجزين. كما نقلت عنه أن عدد الرهائن الذين قتلوا في الغارات التي شنها الجيش الجزائري يتراوح ما بين 12 و30. وأنها حررت نحو 100 رهينة أجنبي من أصل 132، فيما أشارت أرقام أخرى إلى أن القوات الجزائرية قتلت نحو 15 من منفذي الهجوم و35 رهينة، خلال عملية التحرير. وكذلك لم تشر التقارير الإخبارية بعد عن هوية المصريين الثلاثة الذين كانوا ضمن الجماعة الإرهابية، ولاقوا حتفهم خلال عملية التحرير الجزائرية. كما قالت رويترز أيضا أن القوات الخاصة الجزائرية عثرت أمس السبت على 15 جثة محترقة في منشأة، وبدأ تحقيق في محاولة للتعرف على هوية الجثث التي عثر عليها. وليست هناك مؤشرات فورية على ملابسات قتلهم. وأشارت وفقا لمصادر بريطانية إلى أنه توجد توقعات بتوجه سفير بريطانيا لدى الجزائر إلى مكان أزمة الرهائن. أما بالنسبة لردود الفعل الدولية، أكدت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أول من أمس الجمعة مقتل أمريكي. وردا على عرض مبادلة الأجانب المحتجزين بالداعية المصري عمر عبد الرحمن، والعالمة الباكستانية عافية صديقي، وكلاهما مسجون في الولاياتالمتحدة بتهمة الإرهاب، قالت الخارجية الأميركية إن واشنطن لا تفاوض الإرهابيين. صحيفة واشنطن بوست الأمريكية قالت في افتتاحية لها، إن اختطاف رهائن أمريكية من قبل مجاهدين إسلاميين يؤكد حقيقة أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي والفصائل الجهادية التابعة لها تشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة. ووصفت الصحيفة تباطئ إدارة أوباما في تقديم الدعم للتدخل العسكري الفرنسي في مالي، في ظل هذه الظروف ب"المحير والمقلق". وأخيرا قالت إن احتجاز رهائن أمريكيين يجعل القاعدة هدفا شرعيا للقوات الأمريكية وفقا لمبدأ الدفاع عن النفس، وأنه حان الوقت أن تدرك الإدارة الأمريكية أن لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تشكل تهديد مباشر على الأمريكيين وأنه يجب دعم الحاجة للتدخل العكسري للقضاء عليها. كما قال روبرت فيسك في مقاله الجديد بصحيفة الإندبندنت البريطانية إن هذه الغارة «الخرقاء» على حد وصفه، ما كانت لتحظى بكل هذا الاهتمام بالأمس لو أن الرهائن البيض جميعهم أُنقذوا وكان الموتى الأبرياء كلهم من الجزائريين. واستهزأ فيسك بتصريحات للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ومعاونيه بأن قواتهم ستبقى في مالي عدة أسابيع فقط، مشيرا إلى أن ما يجري هناك ما هو إلا إعادة إنتاج بغيضة لتدخلات غربية سابقة في عدد من دول العالم.