هزيمة أمام غانا بثلاثة أهداف، ثم سقوط أمام كوت ديفوار بأربعة أهداف.. كانتا حصيلة ما قدمه المنتخب المصرى فى رحلته الأخيرة بقطر التى يستعد من خلالها لمباراته المقبلة أمام زيمبابوى والمقرر لها 22 مارس المقبل ضمن الجولة الثالثة فى المجموعة السابعة من تصفيات إفريقيا المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، وفتح السقوط والفشل الذى ظهر به بطل إفريقيا أعوام 2006 و2008 و2010 النار على الجهاز الفنى للمنتخب بقيادة الأمريكى بوب برادلى الذى برر الهزيمة الأولى بغياب معظم العناصر الأساسية فى الفريق سواء لاعبى الأهلى لانشغالهم بودّية الهلال السعودى أو المحترفين لأن المباراة غير دولية، أما الهزيمة الثانية فلم يجد الجهاز الفنى مبررا له خصوصا مع اشتراك لاعبى القلعة الحمراء. الأسباب كثيرة لهزيمتَى المنتخب الوطنى، منها الخلافات والانقسامات التى دبّت فى صفوف الفريق والجهاز الفنى بين مَن يرغب فى الاعتماد على اللاعبين الشباب ومنحهم الفرصة، ومَن يرى أن وجود اللاعبين ذوى الخبرة هو ما سيكون مفيدا لمصر، وفى النهاية خسر المنتخب مباراتيه. حسن شحاتة المدير الفنى السابق للمنتخب، رجع هزيمتى الفراعنة إلى 6 أسباب: غياب الحافز أمام اللاعبين لتقديم أكبر جهد والفوز باللقاء، وانكسار اللاعبين عقب كل هدف يُحرَز فى مرماهم، وعدم وجود من يشجعهم من خارج الملعب لتجاوز الهدف والسعى نحو إدراك التعادل، وعدم الجدوى الفنية من مباراتى غانا وكوت ديفوار، خصوصا مع غياب لاعبى الأهلى عن المباراة الأولى، وغياب المحترفين عن المباراتين الأولى والثانية، وبالتالى ظهور المنتخب بتشكيل مختلف تماما عن التشكيل الذى سيلعب به أمام زيمبابوى. هذا بالإضافة إلى اختيار اتحاد الكرة وتحديده للمباريات الودية ومواعيدها وأماكن إقامتها بما يتوافق مع مصالحه المالية، وعدم النظر إلى مصلحة المنتخب وتدرج مستوى المباريات وتنسيق مواعيدها مع ارتباطات الفرق المصرية، وعدم إعطاء تعليمات واضحة لرامى ربيعة بأن يكون هو المدافع الأساسى الذى يحمل وائل جمعة على كتفيه، لا العكس أن يكون جمعة هو المدافع الأساسى وربيعة مساعدا له فى الخط الخلفى، وكذلك عدم وجود تنسيق بين خط الدفاع بأكمله، مَن يتولى مهمة الرقابة ومَن يتولى مهمة التغطية، فلا أحد يعلم مَن يغطى ومَن يراقب. عدم تقدير ديديه دروجبا فى مباراة كوت ديفوار بقيمته الحقيقة، ولولا أن اللاعب لم يكن يرغب فى إرهاق نفسه، لكانت النتيجة مختلفة تماما وزادت حصيلة أهداف الإيفواريين فى مرمى مصر. يجب على الجهاز الفنى أن يتعامل مع اللاعبين على قدر إمكانياتهم، وأن لا يمنح أحدهم أى تعليمات سيكون من الصعب تنفيذها لعدم توافقها مع إمكانيات كل منهم. ورغم الهزيمة الثقيلة أمام كوت ديفوار، فإن برادلى أبدى رضاه عن الأداء الذى ظهر به اللاعبون خلال مباراة كوت ديفوار خصوصا فى الشوط الثانى، مشيرا إلى أن التجربة جاءت قوية وناجحة، وجعلت الجهاز الفنى يقف على عدد كبير من السلبيات والإيجابيات قبل مباراة زيمبابوى. برادلى أكد أن الجهاز الفنى سيعمل جاهدا على علاج الأخطاء الدفاعية التى ظهرت فى مباراتى غانا وكوت ديفوار والعمل على تلاشيها من أجل تحقيق الهدف المنشود والتأهل لكأس العالم، رافضا فكرة تغيير طريقة اللعب، مؤكدا أنها الطريقة الأمثل للمنتخب خلال الوقت الراهن، وأن الجهاز الفنى لن يعود لطريقة 3-5-2، خصوصا أن اللاعبين استوعبوا جيدا طريقة 4-4-2 وظهروا بشكل جيد طوال الفترة الماضية وأن المرحلة الحالية مرحلة تجربة قبل المباريات الرسمية. فى سياق آخر طلب برادلى من مسؤولى اتحاد الكرة توفير مباراتين وديتين له قبل مباراة زيمبابوى.