كل الجهود ينبغى أن تتركز فى هذه المرحلة من أجل الحفاظ على وحدة كل القوى الوطنية الديمقراطية. إنها السلاح الرئيسى فى معركتنا المصيرية لإسقاط مشروع الدولة الفاشية. لا شىء ينبغى أن يعوق هذه الوحدة التى أثبتت نجاحها فى معركة الاستفتاء التى قادتها جبهة الإنقاذ، ونجحت فى الحصول على ثقة الأغلبية الكاسحة من المصريين.. بغض النظر عن النتائج المزورة. جبهة الإنقاذ ينبغى أن تستمر، وأن تتدعم، وأن تخوض المعركة القادمة لانتخاب البرلمان كتلة واحدة تمثل جميع الرافضين للفاشية والاستبداد، والمؤمنين بالدولة المدنية، المدافعين عن الحريات، المقدرين لدور الأزهر الشريف والكنيسة الوطنية، المطالبين بحقوق العامل والفلاح، الرافضين لتحالف تجار العملة مع فقهاء طالبان الذى يريد أن يقود مصر إلى العصور الوسطى باسم الإسلام البرىء مما يفعلون. نحن لا نملك الآن رفاهية الخلاف حول التفاصيل، بينما الفاشيون الجدد يُحكمون سيطرتهم على الدولة. نحن لا نستطيع الهروب من المعركة بادعاء النقاء الثورى، أو بالبحث عن المكاسب الصغيرة، أو بالخضوع للابتزاز السياسى من جماعات تاريخها كله هو تاريخ الصفقات المشبوهة والتحالفات التى لا تعرف للشرف قيمة، ولا تقيم وزنا إلا للمصالح الخاصة!! الذين يتحدثون عن «الفلول» الآن.. عليهم أن لا يبحثوا عنهم فى جبهة الإنقاذ، بل فى وزراء دخلوا الحكومة بمباركة «الإخوان» وحزبها، وحلفوا اليمين أمام الأخ الرئيس مرسى!! وأيضا فى أعضاء تم تعيينهم فى مجلس الشورى من الأخ الرئيس مرسى، وبموافقة جماعته وحزبه. والذين يبحثون عن الفلول، عليهم أن يسألوا كيف أصبح «الفلول» هم السلاح الأساسى للجماعة وحزبها فى محاولتها السيطرة على الإعلام الحكومى والصحافة القومية، وفى جهدها البائس لاختراق القضاء، وفى الهيمنة على جهاز الشرطة وعلى الإدارة المحلية فى المحافظات!! هم حلفاء «الفلول» وهم أصحاب الصفقات المشبوهة والفاسدة والمتآمرة منذ إسماعيل صدقى وحتى حبيب العادلى!! وهم الذين جعلوا من الفلول الحقيقية جزءا من مخططهم للسيطرة على مفاصل الدولة ولإقامة حكمهم الفاشى الذى يرفضه الشعب ويقاومه -حتى الآن- بالوسائل السلمية، رافضا الانجرار إلى حرب الميليشيات التى كان عنوانها ما حدث حول قصر «الاتحادية» وبمعرفة المسؤولين فيها!! نحن الآن فى قلب معركة إنقاذ مصر من وباء زاحف ليقيم دولته الفاشية ويقود مصر إلى أشد عصور التخلف.. فهل هذا هو وقت الانقسام فى مواجهة الكارثة؟! إنهم يشعلون النار ليحرقوا الوطن، فهل سنطلب بطاقات تحقيق الشخصية ممن يبادرون لإطفاء الحريق وإنقاذ الوطن؟! الخلافات بيننا ستظل موجودة، والحوار بيننا سيظل موصولا حول بناء مصر التى فى خاطرنا، لكننا الآن أمام معركة حول مصير الوطن ولن يغفر الشعب أبدا لمن يخرج عن الصف (ولو ادعى أنه من الأنبياء) فحين يكون الخطر بهذا الحجم، فإن الخلاف على التفاصيل لا يصبح فقط ترفا، بل يتحول إلى جريمة!! الابتزاز السياسى مرفوض من جانب جماعة تعلن من خلال الحكومة التى تدين لها بالولاء، أو من خلال التعيينات فى مجلس الشورى أنها والفلول.. إيد واحدة!! وهو أمر لا ينبغى أن يثير الدهشة، فالورثة يسيرون على نفس الطريق والسياسات الاقتصادية والاجتماعية هى نفسها التى طبقها الحزب الوطنى، والعلاقة مع «الشريك الاستراتيجى» كما هى، والتحالف مع «الصديق الوفى» لم يتغير، والذين اعتبروا مبارك كنزا استراتيجيا يحملون نفس التقدير للوريث الجديد!! الابتزاز السياسى مرفوض، والحقائق لا بد أن تكون واضحة، وفى معركة إنقاذ مصر لا مكان بالطبع للفاسدين ومن ارتكبوا جرائم فى حق الشعب. بعد هذا فإن كل القوى الوطنية والديمقراطية ينبغى أن توحد صفوفها حتى إتمام المهمة المقدسة. إنقاذ مصر أولا، وبعدها يحق لنا أن نختلف على التفاصيل!!