«لا تزال المعارضة المصرية مفعمة بالأمل، على الرغم من الهزائم الكثيرة التي تعرضت لها»، تحت هذا العنوان تحدثت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية عن التغير الذي طرأ على صفوف المعارضين هذه الفترة. الصحيفة قالت إن المعارضة طالما اشتهرت بعدم التنظيم وعدم القدرة على حشد مؤيديها. لكن -أضافت كريستيان ساينس- ربما أنها تعرضت للضرب المبرح وبدرجة كافية جعلتها أخيرا تتغلب على مشكلاتها.
عندما طرحت مسودة الدستور المثيرة للجدل إلى الاستفتاء الشعبي، كانت المعارضة المصرية كعادتها «في حالة من الفوضى»، على حد قول الصحيفة الأمريكية. مضيفة أنها كانت تتأرجح ما بين التصويت بلا في الاستفتاء وبين مقاطعته، حتى استقرت على التصويت بلا قبيل أيام قليلة من المرحلة الأولى من التصويت. وكان ذلك في وقت متأخر جدا لذلك لم تتمكن المعارضة من التغلب على حملة الإخوان المسلمين وحلفائهم السلفيين للتصويت بنعم.
ورأت أن رد الفعل العنيف الذي يواجه الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان بسبب الإسراع في تمرير الدستور الجديد، منح المعارضة أملا جديدا في النجاح الانتخابي.
ونقلت الصحيفة عن مصطفى الجندي، العضو السابق في مجلس الشعب المنحل حاليا: «أصبحت الانقسامات شيئا من الماضي الآن، وعلينا أن نشكر مرسي على ذلك». وأضافت نقلا عنه: «اتحاد البرادعي وحمدين صباحي أصبح حقيقة الآن». يعتقد الجندي أنه لدى المعارضة فرصة في الفوز بأغلبية في البرلمان.
كما أشارت «مونيتور» إلى أن تعاون البرادعي وصباحي يظهر قوة الإصرار على خلق جبهة موحدة ضد الإخوان. وقالت إن هذا يمنع المعارضة أملا جديدا في الانتخابات البرلمانية المقررة بعد شهرين.
كما نقلت كريستيان ساينس أيضا عن الناشط السياسي ألفرد رؤوف، أحد الأعضاء المؤسسين لحزب الدستور: «من غير المعقول أن نتوقع حصول مصر على مشهد سياسي سليم بعد عامين فقط من سقوط ديكتاتورية»، مضيفا: «نحتاج على الأقل 5 سنوات لتحقيق هذا الهدف، خصوصا مع جماعة إخوان لا تنوي حقيقة الحصول على مشهد سياسي مختلف، لكن على النقيض تريد أن تحل محل الحزب الوطني الديمقراطي».
رؤوف أعرب عن قلقه الأكبر من الإقبال على الانتخابات، التي على حد قوله تنخفض في كل انتخابات أو استفتاء جديد. موضحا: «هذا يشير إلى أن الشعب لم يعد يعتقد في الديمقراطية لأنهم لا يرون أنها تساعدهم في حياواتهم اليومية».