الجيش يستطيع أن يضبط الأمن خلال 48 ساعة لو صدقت النوايا العملية نسر اسم فقط وليس لها وجود على أرض الواقع والوضع في سيناء يتجه إلى المجهول كان اتجاه التحرير في شمال سيناء تلك المرة، إلى منطقة الجورة لمقابلة الشيخ حسن خلف قاضي قضاة بدو سيناء وكبير مجاهديها، هكذا هو لقبه وذلك لأنه تطوع كمقاتل في الجيش المصري خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر 73، الجميع في سيناء يعرفه ويكن له الاحترام والتقدير. تقابلنا مع الشيخ حسن في المضيفة الخاصة به، وتحدثنا معه حول الوضع الدائر في سيناء حاليا، وهو يرى أن القيادة السياسية برئاسة محمد مرسي خذلت الجيش ومنعته من أداء مهامه في القضاء على بؤر الإرهاب في سيناء، وإلى نص الحوار. نبدأ من هذا البيان الذي صدر بعد حادث مقتل أفراد الشرطة الأسبوع الماضي وذكر اسمك ضمن عدد من مشايخ سيناء بإدارة شؤون المحافظة بعد إغلاق مبنى المحافظة، فهل كنت بالفعل أحد الموقعين على هذا البيان؟ ليس لي علاقة بهذا البيان، من قريب أو من بعيد، وفوجئت باسمي موجودا فيه بعد أن أخبرني أحد معارفي بذلك، وأنا أرفض هذا تماما، فإدارة سيناء لا يمكن أن تتم بعدد من الأفراد وهي لن تكون إلا بهيبة الدولة التي تملكها الأجهزة الأمنية. ومن تعتقد برأيك زج باسمك في هذا البيان ؟ لا أعلم من زج باسمي في هذا البيان، لكن ربما من وضع اسمي في البيان شعر أن اسمي سوف يقوم بعمل ردة فعل لدى الناس. ما سبب تفاقم الأوضاع في سيناء بهذا الشكل؟ كل ما تعانيه سيناء هو نتيجة للمحلقات الأمنية لاتفاقية كامب ديفيد، والأرض التي لا تستطيع القوات المسلحة السيطرة عليها بحرية أنا اعتبرها خارج السيادة، ومن يختلف معي أطلب منه أن يشرح لنا ما هو مفهوم السيادة لديه. برأيك من وراء حوادث قتل أفراد الجيش أو الشرطة في سيناء الذي أصبح أمرا مكررا؟ بالنسبة لقتل جنودنا، فإن قتلهم لا يحتاج إلى شجاعة كل ما يحتاجه ضمير ميت وقلب أعمى وإرادة ممسوخة، حينما توفرت هذه الأشياء في شكل آدميين قيل لهم اقتلوا هؤلاء الصائمين الآمنين ساعة استعدادهم للإفطار، واقتلوا أفراد الشرطة هؤلاء وهم في مكان خدمتهم، فانتهى كل شيء في لحظات. ومن تحمله المسئولية؟ أتوجه هنا لقيادات الصف الأول في القوات المسلحة وأقول لهم، إذا كان الضابط أو الجندي هو مجرد رقم في القوات المسلحة حينما ينتهي يحل محله رقم آخر فإن هذا الجندي بالنسبة لذويه أكبر من ذلك الرقم، وهنا أذكرهم بعبارة كتبتها أم بريطانية على قبر ولدها في مقبرة العلمين بعد الحرب العالمية الثانية ( بني، لقد كنت جنديا بالنسبة للعالم، وكنت عالماً بالنسبة لي ) وحينما حدث ما حدث هبت القوات المسلحة واستبشرنا خيراً، ولكن القوات المسلحة للأسف الشديد خذلتها قيادها السياسية. ما الذي تعنيه بأن القيادة السياسية خذلت الجيش؟ بمعنى أنها قيدت ولم تصدر لها الأوامر بالتعامل مع من قتل الجنود. وكيف ترى تعامل القوات المسلحة مع الوضع في سيناء؟ مع الأسف الشديد لتباطؤ القوات المسلحة تركت جهاز الشرطة يداوي الجرح منفرداً وأتذكر هنا شاعر الصعيد " أيا حكام أمتنا ألسنا من تعلمنا في مدارسكم أن العود محمي بحزمته ضعيف حين ينفرد"، فيجب تكاتف القوات المسلحة مع جهاز الشرطة لإنقاذ الوضع. وماذا إذا عن العملية نسر؟ العملية نسر لم يتم منها سوى اسمها وليس لها وجود على أرض الواقع هل يعني ذلك أن العملية نسر مجرد " شو" إعلامي؟ ما يحدث في سيناء لو صدقت النوايا باستئصال الفتنة من جذورها فأنا على يقين أن القوات المسلحة تستطيع أن تضبط الأمن خلال 48 ساعة، لأنني كنت أحد مقاتلي هذا الجيش وأعرف مهنيته وتدريبه وعقيدته القتالية، وأعرف كيف يدار القتال وما يحدث في سيناء لا يعبر عن ذلك. وما الذي يمنع الجيش من القيام بذلك؟ قرار سياسي من القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس محمد مرسي الذي قال سوف أقود الجيش في سيناء ضد الإرهاب ولم يفعل ذلك. إذا هل يعني أن استمرار الوضع بهذا الشكل مقصود؟ هناك ضباب يجعل الإنسان في حيرة من أمره، ويشتت التفكير لدى أي محلل ومع مرور الأيام ستظهر الحقيقة. وإلى أين يتجه الوضع في سيناء من وجهة نظرك؟ حتى الآن يتجه إلى المجهول الجميع يتحدث عن سيناء التي تضيع ويحذر من خطر الانفصال عن الوطن فإلى أي مدى تكون صحة هذا الكلام؟ أنا أؤكد أن سيناء إذا انفصلت عن الأم مصر فلن تقوم لسيناء قائمة، وسيناء مؤمنة من الانفصال بعقيدة أهلها وبأنها جزء أصيل من أرض مصر العربية. بعض المحللين يرون أن الحل الأمني سوف يأتي بنتائج عكسية وأن الحل في سيناء لن يأتي إلا بالتنمية، فما رأيك؟ غير صحيح أن الحل الأمني يأتي بنتائج عكسية، فلا يمكن أن تكون هناك تنمية أو استقرار إلا بالأمن. هناك من أبناء سيناء من ينفي وجود جماعات إرهابية تكفيرية مسلحة في سيناء، هل هذا الكلام صحيح؟ غير صحيح، فهناك بالفعل جماعات تكفيرية مسلحة في سيناء، وعقب عملية رفح تم تصفية 11 إرهابيا، 6 منهم قتلوا على يد الإسرائيليين حينما حاولوا عبور بوابة معبر كرم أبو سالم، و5 قتلوا على يد الشرطة " جهاز الأمن العام" في منطقة الجورة، وألقى القبض على السادس وتبين أنهم ليسوا من أبناء سيناء، وهذا لا يعفي أبناء سيناء من المسئولية، لأنهم هم الذين سكنوا هؤلاء الناس بينهم وآووهم وخدموهم في المنطقة. القوات المسلحة أعلنت عقب حادث رفح أكثر من مرة أنها بصدد الإعلان عن أسماء المتورطين في حادث رفح، وإلى الآن لم يخرج مسئول يقول لنا من هو المتورط، فلماذا كل هذا التباطؤ في إعلان الأسماء، أم أنك ترى أنهم لم يتوصلوا لشيء؟ وزير الدفاع وعدنا أنه سيعلن عن أسماء المتورطين في حادث رفح بعد انتهاء التحقيقات ولكنه لم يف بوعده وفوجئنا بالناطق باسم رئاسة الجمهورية ياسر علي يقول أنهم سيعلنون عن الأسماء بعد انتهاء العملية نسر ومعنى ذلك أنهم لن يعلنوا عن أسمائهم أبدا. ماذا تقصد؟ أقصد أن العملية نسر لن تنتهي، ومن معلوماتنا الخاصة أن هؤلاء الخمسة الذين تحدثت عنهم مسبقا، للأسف الشديد من أبناء الوادي منهم من هو من مدينة نصر وآخران من محافظة الغربية والباقين من محافظات أخرى. هل تربط بين حادث رفح وحادث قسم ثان العريش؟ لا أستطيع الجزم بذلك ولكن حينما يقتل ثلاثة من رجال الشرطة على بعد أقل من كيلو متر واحد عن مديرية أمن شمال سيناء وبعد أيام قليلة تتم محاولة قتل مفتش الأمن العام بالرصاص في نفس المكان، فهناك علامة استفهام كبيرة. هل تقصد بذلك أن هناك أفراد من داخل مديرية الأمن يتعاملون مع المسلحين؟ ما يحدث يشير إلى أن هناك من يرصد تحركات المسئولين في الشرطة ويبلغ جهات معينة بتحركاته وإلا لا يعقل أن يخرج مفتش الأمن العام بسيارته ويقتل بعد خروجه ب 4 دقائق من مدير الأمن وفي نفس المكان الذي قتل فيه من سبقوه هذا تحليلي وتوقعي أن هناك من هو قريب من جهاز الشرطة ولا أقول من نفس جهاز الشرطة، قد يكون متورطا مع هذه الجماعات أو موظفا لدى هذه الجماعات يردد البعض دوما عبارة أن أبناء سيناء يسعون للانفصال وأنهم يريدون الجيش الإسرائيلي يعود ثانية لاحتلال سيناء أفضل من الجيش المصري، فلماذا برأيك تتكرر تلك العبارة على مسامعنا خلال الفترة الأخيرة ومن هو السبب في ذلك؟ مبدئيا آخر إحصائية تقول أن هناك 28 ألف شابا مصرياً، يعيشون في إسرائيل مع الأسف الشديد ذهبوا بجوازات سفر مصرية وعلى طائرات مصرية وفي المقابل أتحدى أن يكون أحد من أبناء سيناء يعيش في إسرائيل ولو بمفرده والإشارة تغني عن العبارة لمن يريد أن يفهم، والسبب في ذلك هو النظام السابق الذي عمل جاهدا طوال ثلاثة عقود وهو يبحث عن عدو جديد يحاول أن يرسخه في عقيدة المقاتل المصري، فجعل ابن سيناء خائنا ومن السهل أن يبيع أرضه، ولكن أبناء الكنانة لم يتقبلوا هذا العدو الجديد وعقيدتهم راسخة أن إسرائيل هي العدو الأول، وأنا أذكر الجميع بمقولة مدير المخابرات الحربية السابق فؤاد نصار الذي قال " لم تكن لدينا أقمارا صناعية لكن كانت لدينا عيون أبناء سيناء السابقة، لقد جعلوا المواقع الإسرائيلية كتاب مفتوح أمام القوات المسلحة ولولا أبناء سيناء لما كانت حرب أكتوبر"، وأنا أشكره وأقول له أنك أنصفت أبناء سيناء أنصفك الله.