بطريرك الأقباط الكاثوليك يتغيب عن الصلاة لظروف مرضه قلته في عظته: نصلي من أجل رئيس الجمهورية والقوات المسلحة ولنترك الصراع لنذهب لطريق التنمية احتفلت الكنائس الكاثوليكية بمصر بقداس عيد الميلاد المجيد مساء أمس، وغاب عن صلاة القداس بكاتدرائية السيدة العذراء للأقباط الكاثوليك بمدينة نصر الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك نظرا لظروفه الصحية، وقاد صلاة القداس معاون البطريرك الأنبا يوحنا قلته، بينما قاد صلاة القداس في كنيسة القديس أنطونيوس للأقباط الكاثوليك بالظاهر المدبر البطريركي الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط. وفي كاتدرائية القيامة للروم الكاثوليك بالظاهر، قاد الصلاة البطريرك غريغوريوس الثالث، وبكنيسة القديس كيرلس بالكوربة الأب رفيق جريش المتحدث باسم الكنيسة الكاثوليكية، وكذلك الكنيسة الروم الأرثوكس التي تحتفل بعيد الميلاد حسب التقويم الميلادي بينما تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 29 كيهك من التقويم المصري القديم الذي صار يوافق 7 يناير من العام الميلادي بعدما كان يوافق 25 ديمسبر من قرون عديدة. على نغمات اللحن القبطي «إبورو» أي «يا ملك السلام»، بدأ القداس في كاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر في التاسعة مساء، وقال الأنبا يوحنا قلته في عظة القداس «نشكر رئيس الجمهورية لإرساله معتز حسين أمين رئاسة الجمهورية مندوباً عنه ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين الذي أوفد كل من اللوائين عصام الفرماوي ومجدي يحيي مندوبين عنه، ومندوب شيخ الأزهر الشيخ عماد حمدي خير الله عضو الأمانة العامة للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية». قلته أضاف «لم ألتق طوال حياتي أزهري متطرف أو متعصب، ونحن نصلي من أجل مصر والأزهر ليظل على وسطتيه كمنارة للعالم الإسلامي، وأتوجه بالصلاة للكاردينال أنبا أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك الذي يعاني من المرض». معاون البطريرك قال «ميلاد السيد المسيح كان انطلاقه لحضارة المحبة»، مضيفا «الإنسان المؤمن الحقيقي لابد أن يكون زاهداً في السلطة والمال، فلا عبودية ولا إكراه ولا عنف في الدين، فالمتدين الحقيقي لا يعرف العنف، ولا يفرح بسفك الدماء فهو مخلص لوطنه وجاره ونحن نعيش في عالم لا أعلم هل أصيب بالجنون؟»، وتابع «فالثورات تجتاح العالم، والرغبة في تغيير الأنظمة أصبحت أمراً لافتا في بلدان كثيرة، لكن مشهد الثورة وصراع السياسية لا يمكن أن يخفي تقدماً في عقل الإنسان ووعيه فالإنسان المصري اكتشف أخيراً أنه صاحب المصير وصاحب الوطن وانتهي عصر الخوف، ولكن مخاض التغيير يحتاج لوقت، فما أسهل الهدم وما أصعب البناء». قلته قال «نصلي من أجل الرئيس مرسي، الذي شرفت بلقاءه 3 مرات وأشهد أمام الله أنه يريد مخلصاً أن ينهض بمصر، وأنا بشكل شخصي أصلي من أجل حزب الحرية والعدالة وأدعو جميع القوى للحوار معهم لتنهض البلاد، فمصر لن تنهض إلا بجميع أحزابها، وأنا أناشد الجميع بالتضامن، لتحقيق النهضة التي نحلم بها والتي لم تتحقق إلا بعد سنوات، فعلينا أن ندع صخب السياسة واشكالية هوية مصر ونفكر في كيفية الخروج من الوضع الاقتصادي المتعثر فقط». وأضاف «كما نصلي من أجل القوات المسلحة، فالجيش هو الحصن المنيع للوطن، ولتخرج مصر من صخب الصراع لطريق التنمية والنهضة الحقيقة بارك الله مصر وبارك شعبها والمجد لله دائما». وشهدت كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك بالكوربة حضور النائب البرلماني السابق الدكتور عمرو حمزاوي لتقديم التهنئة للمحتفلين بعيد الميلاد، ولم تقيم الكنائس أية مظاهر احتفالية غير صلوات القداس فقط تضامنا مع أسر الشهداء الذين سقطوا مؤخرا خلال الأيام القليلة الماضية، وتقديرا للظروف الراهنة التي تمر بها مصر.
