تتجه أنظار العالم اليوم إلى غانا، حيث تشهد انتخابات رئاسية تعد السادسة من نوعها منذ اعتماد التعددية الحزبية في البلاد عام 1992. ويتنافس في هذا الاقتراع الرئاسي ثمانية مرشحين غير أن المنافسة الحقيقية تنحصر بين جون دراماني ماهاما، مرشح حزب المؤتمر الديموقراطي الوطني، و«ناناأكوفو أدو» زعيم الحزب الوطني الجديد، وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد. وأشارت معظم الاستطلاعات التي أجريت إلى أن جون دراماني ماهاما الذي توليرئاسة البلاد بالوكالة في يوليو الماضي عقب وفاة الرئيس جون أتا ميلز هو الأوفرحظا للفوز بهذه الانتخابات الرئاسية، ويرجع ذلك للعديد من العوامل، أبرزها أن ماهاما قد تولى قيادة البلاد منذ أربعة أشهر فقط كرئيس مؤقت لحين إجراء انتخابات رئاسية وبالتالي لم تجد المعارضة الفرصة الكافية لانتقاد أداؤه في الحكم لاسيما، وأن مهاما قد نجح في إبراز نفسه على رأس الدولة خلال الأشهر الماضية في ظل وضع اقتصادي في أوج نموه مع إنتاج نفطي مرتفع، إضافة إلى صادرات الذهب والكاكاو، كما أن الشعب الغاني لديه ميل واضح في إعادة انتخاب الرؤساء المنتهية ولايتهم مثلما حدث في انتخابات عامي 1996 و2004. غير أن ماهاما يواجه منافسة قوية من قبل المعارض أكوفو أدو الذي هزم في الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2008 بفارق أقل من 1 % من الأصوات، وهو ما يجعله هذه المرة لديه إصرار شديد على إحداث تغييرا في نتيجة الاقتراع الرئاسي والفوز بمقعد الرئاسة. وفي سبيل تحقيق ذلك، سعى ماهاما إلى استخدام الانترنت ومواقع التوصل الاجتماعي لعرض برنامجه الانتخابي والتواصل بصورة أكثر قربا مع الناخبين واجتذاب أصوات جديدة منهم، لاسيما من فئة الشباب، الأكثر استخداما لهذه المواقع، كما يستغل أكوفو أدو الانقسام الذي يعاني منه المؤتمر الديموقراطي الوطني ليبرز نفسه باعتباره مرشح الحزب الأكثر تماسكا وبالتالي الأفضل لهذه المرحلة.