«الذرة الرفيعة الحمراء».. عنوان الرواية الأهم والأشهر للكاتب الروائي الصيني موا يان، الفائز بجائزة نوبل في الآداب 2012، صدرت حديثًا الترجمة العربية لها عن المركز القومي للترجمة، وقام بترجمتها الدكتور حسانين فهمي أستاذ اللغة الصينية وآدابها بكلية الألسن جامعة عين شمس. صدرت الرواية ضمن سلسلة الإبداع القصصي، وكتب لها المقدمة وراجعها تحريريا الدكتور خيري دومة، مساعد مدير المركز القومي للترجمة، والمشرف على سلسلة الإبداع القصصي، والذي قال في مقدمته للرواية «إن رواية «الذرة الرفيعة الحمراء» هي رواية الصين بامتياز.. حيث طفلٌ صينيٌّ كبير، يستعيد بوعي وحنين، نُتَفًا من «تاريخ عائلته» في قرية دونغ بي بمدينة قاو مي، وهي قرية المؤلف. ويستعيد الطفل حكايات عن الأب والأم والجد والجدة وزوجة الجد.. وما أحاط بعالمهم من أساطير، خلال مقاومة الغزو الياباني للصين في ثلاثينيات القرن العشرين. ومن هذه النتف والحكايات، تتألف لدى القارئ في النهاية لوحةٌ ملحميةٌ واسعةٌ للصين والصينيين، بتقاليدهم وعاداتهم الغرائبية، وفي خلفية كل ذلك تتبدَّى طبيعةٌ خاصةٌ، بنباتها وحيوانها وإنسانها». ويضيف دومة أن الرواية ترسم عالمًا صينيًّا واقعيًّا، لكنه في الوقت نفسه يقترب من أن يكون غرائبيًّا، أهم ما يميزه هو ذلك الطابع البدائي المرعب، القائم على القتل بسهولة والتعذيب وقطع الطريق، وهذا التمازج المهول الذي يصل إلى حد التطابق بين البشر والحيوانات والطيور والنبات وكل مظاهر الطبيعة، إنها قرية صينية صنعتها ذكريات موا يان التي أراد أن يكتب لها الخلود، وصنعها خياله بالطبع، كما صنعها وعيه السياسي والأيديولوجي الحاضر بقوة وراء كثير من مشاهد الرواية. وأوضح دومة في تصديره النقدي عن الرواية أن عالمها السحري الغرائبي ينبع من استخدام عنصرين رهيفين يعكسان وعي كاتبها تتناول الرواية عنصرين الأول هو ذلك الراوي الطفل الذي يتذكر ويحكي ما رآه وما رُوي له، وعي بهوية الصين، يكاد يكون وعيًا أيديولوجيًّا؛ والثاني هو مشهد حقول الذرة الرفيعة الحمراء التي تشكل الخلفية الطبيعية والسحرية لعالم هذه الرواية البديعة، ففي هذه الحقول وحولها تقع كل الأحداث والأسرار والأفراح والجنازات، «الذرة الرفيعة الحمراء» التي يكتب الراوي مرثيتها بعد عودته وحضوره المفاجئ في نهاية الرواية، معلنًا عن رعبه من الذرة المهجنة التي زحفت واحتلت الصين. وأشار دومة إلى أنه لولا مبادرة وجهود دكتور حسانين فهمى وجهود زملائه وأساتذته من المتخصصين المصريين في اللغة الصينية، ما كان للمركز القومي للترجمة أن يسبق إلى ترجمة هذه الرواية البديعة، قبل أن يحصل صاحبها مؤخرًا على جائزة نوبل للآداب لعام 2012، وتكون هذه الرواية على رأس مبررات منحه الجائزة.